في الصورة متعاطفون مع اليسار في مسيرة عمالية - أرشيف دعا عدد من قياديي الأحزاب اليسارية مساء أمس الجمعة بالرباط، إلى خلق جبهة يسارية مغربية موحدة تضطلع ب"دور فاعل "على الساحة السياسية الوطنية. "" وأكد ممثلو خمسة أحزاب يسارية في مداخلاتهم خلال ندوة نظمها الحزب الاشتراكي الموحد حول موضوع (اليسار المغربي: مهام المرحلة وآفاق العمل الموحد)، على ضرورة بلورة رؤية جديدة تتوخى بناء حركة يسارية موحدة من أجل الخروج من الأزمة التي تعيشها أحزاب اليسار حاليا. وفي هذا الإطار ، استعرض عبد المجيد بوزوبع ، أمين عام الحزب الاشتراكي ، عددا من مظاهر هذه الأزمة ، والمتمثلة بالخصوص في غياب الديمقراطية الداخلية داخل هذه الأحزاب، وافتقادها للصلة مع الجماهير، إضافة إلى اعتمادها بالدرجة الأولى على العمل المناسباتي. ودعا - للخروج من هذا الواقع- إلى فتح حوار واسع بين مكونات اليسار، وعقد لقاءات دورية لتطوير آليات العمل المشترك، وصياغة برنامج حد أدنى للعمل بين هذه المكونات، يعقبه خلق جبهة يتم التداول على رئاستها. وفي هذا السياق ، أكد عبد السلام العزيز ، أمين عام حزب المؤتمر الوطني الاتحادي ، أن خروج اليسار من أزمته يرتكز على ثلاث خطوات تتمثل في إجراء قراءة لما وقع خلال العقدين الأخيرين، والتوصل إلى تشخيص موحد للواقع الحالي، ثم بلورة مشروع مجتمعي موحد. ومن جهته، أبرز عبد الرحمان بن عمر ، نائب أمين عام حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، أن طبيعة المرحلة الراهنة تقتضي "النضال في إطار برنامج محدد " ينكب على الملفات والقضايا الكبرى المطروحة . وفي نفس السياق، شدد محمد مجاهد ، أمين عام الحزب الاشتراكي الموحد ، على ضرورة مباشرة نقاش بين الأحزاب اليسارية قصد وضع برنامج مشترك يسعى إلى الإصلاح والحفاظ على المكتسبات الديمقراطية، وإعادة بناء النضال الاجتماعي. وأبرز مولاي إسماعيل العلوي ، أمين عام حزب التقدم والاشتراكية، من جانبه، أن التجارب التاريخية أثبتت أنه لا يمكن لأي قوة سياسية مهما كان وزنها أن تتحمل مهمة الإصلاح لوحدها ومن دون الاعتماد على نوع من تضافر الجهود. وأشار في كلمة تليت بالنيابة عنه، إلى تجربة الكتلة الديمقراطية باعتبارها " أحد أبرز المشاريع الوحدوية الناجحة التي كان لها الفضل الكبير في جعل موازين القوى تميل إلى الصف الديمقراطي، مما مكن من إنجاز جزء مهم من الإصلاحات المنشودة ". وأكد على ضرورة تفعيل نشاط الكتلة "التي يجب أن تضم كل المكونات التي أنشأتها أول مرة وأساسا الحزب الاشتراكي الموحد الوريث الشرعي لمنظمة العمل الديمقراطي الشعبي " ، والتركيز على ما يوحدها من منطلقات وقناعات وبرامج.