رجحت مصادر من الحزب الاشتراكي الموحد أن تشتد المنافسة بين كل من محمد الساسي، عضو المكتب السياسي ونائب الأمين العام السابق، وفاطمة الزهراء الشافعي والمصطفى مفتاح، عضوي المكتب السياسي، على خلافة محمد مجاهد على رأس الحزب الاشتراكي الموحد خلال انعقاد المؤتمر الوطني الثالث في شهر ماي المقبل. وفيما لم ترجح مصادر «المساء» كفة أي مرشح في السباق نحو قيادة حزب «الشمعة»، أشارت المصادر إلى وجود أعضاء في الحزب يدفعون في اتجاه أن يتم انتخاب امرأة أمينة عامة للحزب، لأول مرة في تاريخ الحزب، الذي نشأ عن اندماج اليسار الاشتراكي الموحد وتيار «الوفاء للديمقراطية» المنسحب من المؤتمر الخامس للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سنة 2005. محمد العوني، عضو المكتب السياسي واللجنة التحضيرية للمؤتمر الثالث، اعتبر أن الحديث عن خليفة لمجاهد أمر سابق لأوانه، وأن منصب الأمين العام لا يشكل هاجسا بالنسبة للمنتمين للحزب الاشتراكي الموحد، وقال في تصريح ل«المساء»: «في تجربتنا لم يكن منصب الأمين العام يشكل هاجسا للمؤتمر، فالرفيق بنسعيد آيت إيدر انسحب بصمت، ليتم اختيار مجاهد بعد ذلك بكل سلاسة. ما يهمنا من محطة المؤتمر هو توضيح خطنا السياسي والانكباب على البرنامج السياسي»، مضيفا «لم نصل بعد إلى مرحلة البحث عن مرشح لمنصب الأمين العام، بل نحن الآن في طور تعبير الأفراد عن آرائهم، ثم بعد ذلك بلورة التحليل الجماعي وبحث التجديد في خطابنا السياسي». إلى ذلك، يعتزم أعضاء لجنة المتابعة والتنسيق للجنة التحضيرية للمؤتمر الثالث، في سياق توفير الظروف الأدبية والتنظيمية والمادية والمالية لعقد المؤتمر الوطني الثالث، عقد لقاء جديد يوم السبت المقبل، سيخصص لمتابعة عملية التشخيص السياسي للأوضاع العامة للبلاد، ومقترحات الخروج منها، وكذا برنامج الحزب والعمل التحالفي. كما سينكب أعضاء اللجنة على وضع جدولة زمنية وتحديد المواضيع التي ستكون محور ندوات وموائد مستديرة يعتزم الحزب تنظيمها قبل انعقاد مؤتمره. وبينما أشارت مصادر الجريدة إلى أن هناك توجها لدى لجنة المتابعة والتنسيق للجنة التحضيرية للانفتاح على العائلة اليسارية لطرح العمل المشترك والوصول إلى الوحدة من خلال حزب يساري كبير، اعتبر العوني أن مبادرة «فيدرالية اليسار»، التي كان قد أطلقها الحزب كمبادرة تروم توحيد اليسار، مازالت قائمة، مدللا على ذلك بعقد اللجنة المشتركة بين حزبه والحزب الاشتراكي الأسبوع الماضي. وأشار عضو المكتب السياسي إلى أن اللقاء أسفر عن اتفاق الحزبين على الاستمرار في عمل اللجنة، والعمل على عقد أنشطة تنسيقية مشتركة بين بعض الفروع، إضافة إلى دعم الحوار اليساري الذي تعرفه العديد من المناطق. وردا على سؤال حول موقف الحزب من استبعاده من التحركات التي شهدها اليسار، وكان أبرزها تحالف «القوى الديمقراطية التقدمية» (المشكل من التقدم والاشتراكية، جبهة القوى، الحزب العمالي)، ومحاولة إحياء الكتلة الديمقراطية، قال العوني: «لم توجه إلينا أي دعوة، بيد أننا نعتبر أن الكتلة بجمودها وبما تعانيه هي مطروحة بدرجة ثانية في أجندة الحزب، بالمقابل فإن ما هو أساسي بالنسبة إلينا هو العمل وسط الأحزاب التقدمية». وتابع المصدر ذاته قائلا: «لا نعتبر أن هناك استبعادا لحزبنا، لكننا نعتقد أن الوحدة لا تستدعي التسرع، وإنما تقتضي وعيا وعملا دؤوبا تشارك فيه القواعد، لاسيما بعد أن أثبتت التجارب السابقة للعمل المشترك أن من بين أعطابها فقدان العمق الجماهيري».