عبد الإله سخير: لم تمنح صناديق الاقتراع تحالف الطليعة والمؤتمر والاشتراكي الموحد سوى 6 مقاعد، منها خمسة مقاعد لفائدة التحالف ومقعد واحد لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، وهي النتيجة التي تلقتها قيادات هذه الأحزاب الثلاثة على مضض، بعد أن أخفقت العناصر القيادية التي دخلت غمار المنافسة في الظفر بأي مقعد. أولى ردود الفعل إزاء هذه النتيجة عبر عنها محمد مجاهد، أمين عام حزب الاشتراكي الموحد، الذي حصل في استحقاقات 2002 لوحده على 4 مقاعد. وقال مجاهد إن المهم ليس هو النتيجة التي تم الإعلان عنها، ولكن المهم هو الظروف التي مرت بها والاختلالات العميقة التي أفرزتها، مشيرا إلى أن ضعف الإقبال على صناديق الاقتراع ساهم، إلى حد ما، في النتيجة التي حصل عليها التحالف. وحول ما إذا كان التحالف يعتزم التنسيق في ما بين أعضائه داخل قبة البرلمان، أوضح مجاهد أنه ليس هناك مبرر يمنع هذا التنسيق، مشيرا إلى أن المحطات القادمة صارت تحتم على الجميع الانخراط بدينامية من أجل تحقيق نتائج أفضل. وأكد مجاهد أنهم منكبون حاليا على رصد كافة الخروقات التي شابت عملية الاقتراع، مشيرا إلى أن هذه الانتخابات عرفت انتشارا واسعا لاستعمال المال، كما تم تسجيل سرقة صناديق الاقتراع من مكاتب التصويت، كما حدث بالداخلة، وعدم التوقيع على بعض المحاضر، مضيفا أن هذه العوامل هي التي ساهمت، إلى حد ما، في إقصاء عدد من الفعاليات السياسية، سواء داخل التحاف أو خارجه، من الوصول إلى قبة البرلمان. من جانبه، كشف محمد بوراس، عضو المكتب السياسي للمؤتمر الوطني الاتحادي، أن الموقف النهائي من نتيجة هذه الانتخابات، متوقف على اللقاءات التي سيعقدها مسؤولو هذه الأحزاب، بعد أن تتجمع لديهم كافة المعطيات المتعلقة بها. من جهة أخرى ذكرت مصادر مطلعة أن النتيجة التي حصلت عليها هذه الأحزاب الثلاثة تحكمت فيها عدة عوامل موضوعية وأخرى داخلية، الأولى مرتبطة بطبيعة المنظومة الإيديولوجية التي تتبناها هذه الأحزاب، بسبب عدم قدرتها عل التواصل بشكل فعال مع الفئات الشعبية، كما تحكمت في هذه النتيجة النسبة الكبيرة للمقاطعين للانتخابات، والتي بلغت 63%، شملت حتى الفئات التي تتعاطف مع الخطاب اليساري. وينضاف إلى هذه العوامل عامل داخلي مرتبط بطريقة تدبير هذه المحطة الانتخابية، والصراع الذي اشتد عند اختيار وكلاء اللوائح، حيث يستحضر هنا الخلاف الذي نشب بين أحمد ينجلون، أمين عام حزب الطليعة، ومحمد الساسي، نائب الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد، حول من يكون وكيلا للائحة باسم التحالف بدائرة المحيط، انتهى بتشبث كل واحد منهما بموقفه، ليتنافسا معا داخل نفس الدائرة، وكانت النتيجة عدم ظفر أي منهما بأي مقعد.