لم تسلم الانتخابات الجزئية التي جرت أطوارها أمس الجمعة من ظاهرة العزوف. فطيلة الفترة الصباحية لم يتردد على مكاتب الاقتراع بأربع دوائر انتخابية، كان المجلس الدستوري قد قرر إلغاء نتائج الاستحقاقات التشريعية الأخيرة بها سوى بضعة أشخاص وبقيت المكاتب في حالة انتظار. فبدائرة آسفي الجنوبية، التي يخوض غمار التنافس فيها 20 حزبا للظفر بالمقاعد النيابية الأربعة لهذه الدائرة التي يشمل مجالها الترابي باشويات «الشماعية» و«سبت جزولة» و«جمعة سحيم» ودوائر كل من «عبدة» و«جزولة» و«احمر»، لم يعرف ساكنتها أن هناك انتخابات تجري أطوارها بدائرتهم لولا الحادثة التي عرفها حي السلام باليوسفية، عندما حاصر مجموعة من المواطنين حوالي الساعة الحادية عشرة من صبيحة أمس صاحب جرار للاشتباه في قيامه بحملة دعائية لصالح حزب الأصالة والمعاصرة الذي يوجد على رأس لائحته الانتخابية صلاح الوديع. حمى الاحتجاج لم تتوقف إلا بعد أن تدخلت عناصر الأمن وقامت بإيداع الجرار بأحد المستودعات. وبحسب ملاحظين نشرتهم الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالدوائر الأربع المعادة فإنه لوحظ طيلة الفترة الصباحية من يوم الاقتراع بدائرة اليوسفية وجود سيارات تجوب عددا من الدواوير وهي تنقل الناخبين للتصويت لصالح أحد وكلاء اللوائح المتنافسة، كما تم رصد ظاهرة توزيع المال أمام صناديق الاقتراع. وكانت الليلة الأخيرة من زمن الحملة الانتخابية قد شهدت مواجهات بين أنصار مرشح حزب الهمة وأنصار مرشح الاتحاد الدستوري كانت حصيلتها تكسير زجاج أربع سيارات رباعية الدفع بحي الداخلة. أما بدائرة تزنيت التي يتنافس فيها مرشحو ستة أحزاب سياسية من أجل الظفر بالمقعد النيابي الوحيد، هي التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والتقدم والاشتراكية وحزب الاستقلال، فإن أجواء عملية الاقتراع تأثرت بشكل كبير بالدعوة التي أطلقتها عدد من الهيئات بسيدي إفني لمقاطعة الانتخابات، وبدت المدينة صبيحة أمس وكأن لا شيء يقع داخلها. أما بدائرة مراكش التي تميزت فترة الحملة الانتخابية فيها بالمنافسة الكبيرة بين مرشح الاتحاد الدستوري، الملقب بولد العروسية، ومرشح الأصالة والمعاصرة الحبيب بلكوش، فإن تلك المنافسة لم تدفع الناخبين المراكشيين إلى الإقبال الكثيف على صناديق الاقتراع، حيث فضلوا الخلود إلى النوم أو التوجه إلى مكان عملهم على التوجه إلى صناديق الاقتراع. ويتنافس سبعة مرشحين بمدينة المحمدية للظفر بمقعد نيابي، وهم ينتمون إلى كل من حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والتجمع الوطني للأحرار والعدالة والتنمية والاتحاد الدستوري والأصالة والمعاصرة والتحالف الثلاثي المتكون من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي والمؤتمر الوطني الاتحادي والحزب الاشتراكي الموحد. وعرفت الحملة الانتخابية بهذه الدائرة مواجهات بين أنصار حزب العدالة والتنمية وأنصار مرشح حزب التجمع الوطني للأحرار، حيث منع أنصار هذا الأخير مرشح العدالة والتنمية من دخول بعض المناطق التي يبسط فيها مرشح رمز الحمامة نفوذه.