حتى بعد انصرام منتصف ليلة الخميس الجمعة، استمرت سيارات وشاحنات الدعاية الانتخابية بآسفي في إطلاق منبهاتها، والقيام بدورياتها المعهودة بين الأحياء والشوارع الكبرى والمدارات الحضرية، فيما كان مثيرا للانتباه الطريقة التي تخلصت بها أغلب اللوائح الحزبية من منشورات الدعاية الانتخابية حتى غطت هذه الأخيرة الشوارع، بشكل كلي وحولت معه المدينة إلى بساط أبيض يشبه مزبلة ضخمة للأوراق. هذا وكانت أكثر من 10 مكاتب للتصويت بآسفي، من التي زارتهم «المساء» صباح أمس الجمعة وحتى منتصف النهار، تتوحد في خلوها التام من كل حركية للتصويت، وبدا واضحا أن عزوف المواطنين سيكون العلامة البارزة لهذا الإقتراع، في وقت أفاد فيه مواطنون قابلتهم «المساء» أنهم لم يلتحقوا بمكاتب التصويت في انتظار تعليمات رؤساء اللوائح الذين وعدوا بعض الناخبين الموالين لهم بضمان نقلهم حتى مكاتب التصويت للإدلاء بصوتهم. وقال في هذا الخصوص أحد أعضاء مكتب التصويت رفض الكشف عن هويته، إنه إلى حدود الساعة الحادية عشرة من صباح أمس الجمعة لم يتقدم أي ناخب أو ناخبة إلى صندوق الاقتراع، وأن قسم الشؤون العامة بولاية آسفي ظل طوال الساعات الأولى من افتتاح المكاتب يتابع بدقة وبانشغال كبير المؤشرات الأولية لعزوف شبه تام للناخبين بمدينة آسفي. و كان مثيرا للانتباه منظر شرطي حراسة بأحد مكاتب التصويت بالمدينةالجديدةلآسفي وهو منشغل في ملء خانات الرهان الخاصة بكرة القدم، بعد أن أعيته حالة السكون التي ميزت حركية مكتب التصويت الذي عين على حراسته، فيما ساهمت حرارة الجو في اختباء الموظفين بمقرات عملهم وخرجت جموع كبيرة من الشبان والمتقاعدين وهواة الرياضة إلى شاطئ المدينة الذي بدا ممتلئا عن آخره تماما كفترات غشت الحارة. وعلى مستوى الإقليم عمدت ولاية آسفي بالتنسيق مع القيادات والباشاويات القروية إلى إلغاء الأسواق الأسبوعية التي تعقد أيام الجمعة في عدد من قرى ومداشر مناطق عبدة واحمر والشياظمة حتى الحدود الترابية مع دكالة، وذلك لتمكين الناخبين القرويين من فرص الذهاب إلى مكاتب التصويت للإدلاء بأصواتهم. وتنبأ عدد من المتابعين للشأن الانتخابي بآسفي بأن يعرف اقتراع أمس تسجيل حالات قصوى من الأصوات الملغاة، وهو المعطى الذي لمسته «المساء» من خلال استجوابها لعدد من الناخبين الذين قابلتهم، على قلتهم، خارجين من بعض مكاتب التصويت حيث صرح أغلبهم بأنهم رموا بظرف فارغ في الصندوق، فيما كان بليغا تصريح شاب قال فيه: «نعم صوتت وكتبت على ورقة التصويت شوفوا على من تضحكو».