تساوت أغلب اللوائح الانتخابية بمدينة آسفي في لجوئها إلى خدمات ربات بيوت أو ممن يمتهن حرفا بسيطة، و كان ملفتا للانتباه خلال كل الأيام التي مرت حتى الآن من الحملة الانتخابية خروج أفواج غفيرة من النساء مصحوبات بأبنائهن وبناتهن يتوحدن كلهن في ارتداء الجلباب مع القبعات الشمسية، فيما ملأن أيديهن بأوراق الدعاية الانتخابية. وقد بدت شوارع وأزقة وأحياء آسفي ممتلئة في الأيام الأخيرة بهذه الظاهرة التي عوضت بها الأحزاب ووكلاء اللوائح تواجدهم الميداني، و تجنبهم المواجهة مع الناخبين، و رموا بمسؤولية ملاقاة الكتلة الناخبة إلى نساء كلهن أميات لا يعرفن حتى اسم الحزب الذي يقمن بالحملة لصالحه ويكتفين بدعوة المواطنين إلى التصويت على الرمز الانتخابي. واستغل أحد المرشحين في هذا الصدد فئات عريضة من نساء متسولات وكلفهن بمهمة الخروج في حملة انتخابية ميدانية، فيما أغلب ساكنة آسفي تولي ظهرها ولا تبدي اهتماما بدعوات الأحزاب إلى التصويت لصالحها، و هو الأمر الذي يبدو جليا في المدينةالجديدة حيث المقر الإداري لأغلب الإدارات العمومية والمركز التجاري العصري للمدينة الذي بقي حتى حدود صباح أمس الثلاثاء خاليا من كل شكل من أشكال الدعاية الانتخابية. إلى ذلك، عرفت الانتخابات الجماعية الحالية بمدينة آسفي ترشح فئات عريضة من مرشحين شبه أميين توزعوا بين بائع السمك والعاطل وتاجر المخدرات، فيما كان ملفتا للانتباه ترشح أبكم ضمن لائحة حزبية، وهو الحالة الوحيدة المصنفة ضمن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة. هذا، وسجل خلال الحملة الانتخابية فراغ الخانات الحائطية المخصصة لتعليق اللائحة الانتخابية مع رمز الحزب، و تخلف جل الأحزاب عن القيام بهذا العمل الذي ينظمه قانون الانتخابات، و عوضا عن ذلك لجأ وكلاء بعض اللوائح إلى اكتراء خدمات متاجر وأكشاك هاتفية وصالونات حلاقة لإشهار ملصقاتهم الانتخابية وتعليق لافتات عليها. ويتوقع عدد من متتبعي الشأن الانتخابي المحلي أن تكون نسبة المشاركة داخل الوسط الحضري لمدينة آسفي جد ضعيفة، فيما هناك مؤشرات دقيقة عن ارتفاع نسبة الأصوات الملغاة، وأن المجلس الحضري للمدينة لن يكون مكونا في أبعد تقدير سوى بخمسة حتى ستة أحزاب من أصل 22 لائحة تخوض الحملة الانتخابية إلى غاية منتصف ليلة الخميس والجمعة المقبلة.