تكشف الحملة الانتخابية عن ظواهر مثيرة للاهتمام في المجتمع، في علاقة المواطن مع المنتخب، ففي الرباط مثلا طالبت سيدة وكيل لائحة الحركة الشعبية، العمدة الحالي للمدينة، خلال مهرجان خطابي له بالمركب المغطى بحي التقدم بمناسبة الحملة الانتخابية، بأن يخرج ابنها من السجن مقابل التصويت عليه هي وجيرانها كافة، وأقسمت السيدة أمام الحشد الذي حضر المهرجان الانتخابي أنها لن تصوت على البحراوي أو غيره إلا إذا أطلق سراح ابنها. أما في مدينة فاس، فقد قررت المحكمة الإدارية إلغاء قرار باشا المدينة القاضي برفض تسجيل بعض المرشحين في اللوائح الانتخابية لحزب الاتحاد الاشتراكي بمنطقة المرينيين وزواغة بسبب سنهم القانوني، معللة حكمها بأن حزب الاتحاد الاشتراكي استدرك الأمر وقدم مرشحين مستوفين للشروط القانونية للترشيح داخل الأجل القانوني، إلا أن الباشا تغاظى عن ذلك. وفي تاونات يكتري مرشحون أحزاب عريقة، النساء الكبيرات في السن للقيام بالحملة الانتخابية، وسبب ذلك هو أن هؤلاء النسوة قادرات على الإقناع والتواصل، ويستهدفن النساء اللائي يبقين في البيوت أكثر، مادام الرجال يتوجهون إلى حقل للفلاحة، وذكر مصدر عيان أن المناطق القروية يلجأ فيها المرشحون إلى كراء النساء من أجل توزيع البطائق واستمالة الناخبين. بينما تنتشر في المدن ظاهرة اللجوء إلى شباب الأحياء الفقيرة، خاصة المعطلين منهم، ويمتهن هؤلاء حرفة توزيع القصاصات لمرشحين أصحاب الشكارة، ممن احتلوا وكلاء اللائحة في الأحزاب التي ترشحوا باسمها، نظرا لغياب مناضلين لديها. ويتقاضى شباب الانتخابات ما بين 100 و200 درهم في اليوم، وغالبا ما تنتهي العملية بشجار بينهم وبين المرشح، أو المكلف بعملية الأداء. ويتلون هؤلاء الشباب بألوان حزبية مختلفة، مع كل موسم انتخابي، انطلاقا من شعار اللي عطى أكثر، وقد يتلونون في الحملة ذاتها بقبعات حزبية متعددة، فصباحا مع حزب، ومساء مع آخر، وليلا مع ثالث. أما حزب التقدم والاشتراكية فلجأ إلى الرسوم المتحركة للتواصل مع الناخب من خلال وصلة إشهارية جينريك، يشرح فيها العناصر الكبرى لبرنامجه الانتخابي، ويدعو فيها إلى المشاركة في الانتخابات وقطع الطريق على المفسدين، وعدم الاستسلام لليأس والإحباط الذي لا يستفيد منه سوى أصحاب الشكارة على ما جاء في الجينيريك.