تسعى حكومة بنكيران إلى دق آخر مسمار في نعش السياحة الداخلية، من خلال مذكرة يتم الإعداد لها داخل وزارة السياحة لمحاربة ما أسمته الحكومة الإقامات السياحية غير المنظمة، والتي تنشط في جميع المدن الساحية خلال فصل الصيف، وتوفر مداخيل قارة لعدد من الأسر المغربية تسمح لها بتدبير باقي أيام السنة، وقالت مصادر متطابقة إن بنكيران رضخ أخيرا لضغط المهنيين وأصحاب الإستثمارات السياحية، حيث قرر محاربة مواطنين فقراء يستغلون فصل الصيف لرفع مداخيلهم البسيطة، كما أن كثيرا من المغاربة يجدون في هذا النوع من الشقق العائلية فضاء لقضاء عطلهم الصيفية بأقل التكاليف. وأوضحت مصادر مهتمة أن السياحة الداخلية تنشط من خلال هذه الشقق، التي يتم كراؤها مقابل مبالغ تظل في متناول الأسر، كما أنها تلائم بشكل كبير احتياجات العائلات المغربية التي ليس في مقدورها كراء الشقق المفروشة مقابل مبالغ تزيد عن 1000 درهم لليلة الواحدة، أو الفنادق مهما كان تصنيفها، وأكدت المصادر أن بنكيران يسعى إلى إرضاء فئة من المهنيين على حساب القوت اليومي لآلاف المغاربة، خصوصا أن كثيرا منهم يفضل قضاء العطلة السنوية مع أسرهم عند الأهل أو الأصدقاء، ونادرا ما يقيمون في فنادق، موضحة أن مذكرة وزارة السياحة يمكن أن تصيب السياحة الداخلية في مقتل، وتقضي على البقية الباقية من مواردها التي تضررت كثيرا بسبب تزامن شهر رمضان مع العطلة الصيفية والدخول المدرسي . وكانت دراسة سابقة لوزارة السياحة أكدت أن معظم أسفار العائلات المغربية تتم في شهر غشت، تليها بدرجة أقل تلك التي تتم في شهر يوليوز وبعده شهري يونيو وشتنبر، فيما تظل الحركة شبه جامدة خلال بقية أشهر السنة ، بما في ذلك مناسبات العطل المدرسية التي توافق رأس السنة الميلادية وعطلة فصل الربيع. وحملت المصادر ذاتها الحكومة مسؤولية ما يمكن أن يحدث من كساد في هذا النوع من السياحة، التي فرضتها الظروف الإقتصادية، وطالبت بنكيران بالمقابل بالإنكباب على المشاكل التي تعاني منها السياحة المغربية بدل مطاردة أصحاب الشقق الذين يتعيشون من كراء جزء من شققهم مقابل مبالغ زهيدة، موضحة أن هذا النوع من السياحة هو ما يساهم في تنشيط الحركة التجارية في كثير من المدن خاصة في شمال المغرب، حيث يفضل المغاربة قضاء عطلهم في مدن قريبة من مدينة تطوان مثل الفنيدق ومارتيل والمضيق، وبدرجة أقل مدن العرائش وأصيلا وطنجة. وقالت المصادر إن التجهيزات الفندقية لا تلبي حاجيات الأسر متعددة الأفراد، خاصة أن المغربي العادي الذي يمكن أن تراوده فكرة الاقامة في فندق يجد نفسه مطالبا بحجز عدة غرف يتوزع عليها أولاده. حيث إن 75% من السياح المغاربة يفضلون قضاء عطلهم الصيفية داخل شقق مأجرة بأثمنة مقبولة تتراوح بين 300 درهم و600 درهم لليلة الواحدة، ومتوفرة على جميع التجهيزات من مطبخ وحمام ووسائل الترفيه، أو تفضل في كثير من الأحيان النزول عند أسرهم مقابل المساهمة في مصاريف المعيشة طيلة مدة إقامتهم، وأوضافت المصادر أن بنكيران عليه أولا إيجاد حلول لإنعاش السياحة الداخلية قبل التفكير في قطع أرزاق آلاف الأسر التي تتعيش من هذه السياحة.