عرفت نهاية مباراة كرة القدم التي جمعت نهار أمس الأربعاء 1 فيفري بين فريقي المصري والأهلي، تطورات خطيرة بعد أن اندلعت أعمال شغب كبيرة بين جماهير الفريقين بمدينة بورسعيد الساحلية التي احتضنت المقابلة، شمال شرق العاصمة المصرية القاهرة، حيث أعلنت وزارة الصحة المصرية عن مقتل 75 شخصا وإصابة المئات بجروح. واندلعت المواجهات بعد اقتحام أنصار فريق المصري لأرضية الملعب في نهاية المباراة التي انتهت لصالحهم بثلاثة أهداف مقابل هدف، في إطار منافسات البطولة المصرية، وهو ما دفع أنصار الفريق الآخر للدخول إلى الملعب ووقوع اشتباكات عنيفة، تحولت بعدها إلى مذبحة حقيقية راح ضحيتها 75 شابا في حصيلة مؤقتة وإصابة ما لا يقل عن ألف أخر، وهو ما استدعى تدخل الجيش المصري بغرض إجلاء لاعبي فريق الأهلي عن طريق تسخير طائرتين عسكريتين. وأكد رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، المشير محمد طنطاوي بخصوص أعمال الشغب التي وقعت ببورسعيد وذلك أثناء استقباله لبعثة الأهلي بمطار ألماظة الحربي، أن أمن مصر سليم، وقال طنطاوي "لن تتسبب مثل هذه الأحداث في إيقاع مصر، وسنستمر في طريقنا، وسنتعدى هذه الأحداث"، مضيفا في السياق ذاته "لا يجب أن يصمت الشعب المصري أمام مثل هذه الأحداث والمتسببين فيها ولابد أن يتصدى لها، ومن جانبنا لن نترك من تسبب في أحداث بورسعيد دون محاسبة". وتوعد المشير محمد حسين طنطاوي بملاحقة المتسببين في أحداث العنف هذه، قائلا "هذه حوادث ممكن أن تحصل في أي مكان في العالم، لن نترك أولئك الذين كانوا وراء هذه الأعمال. إذا كان هناك أي أحد يخطط لعدم الاستقرار في مصر فلن ينجح.. كل واحد سينال جزاءه"، مشددا على أن الشعب المصري سيجتاز هذه المرحلة ومصر ستستقر. ومن جهتها، اتهمت جماعة الإخوان المسلمين بمصر "بقايا نظام مبارك" بتدبير هذه الأحداث التي هزت مدينة بورسعيد، حيث قال نائب رئيس حزب الحرية والعدالة رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب عصام العريان إن "أحداث بورسعيد مدبرة ورسالة من فلول النظام البائد".وأكد العريان على أن "هذه المأساة سببها إهمال وغياب متعمد من الجيش والشرطة لإيصال إشارات ورسائل محددة يتحمل مسؤوليتها المسؤولون حاليا عن إدارة البلاد"، مضيفا أن "الانهيار لم يكن في منشآت رياضية ولكن في المنظومة الأمنية كانتقام ضدنا من الدعوة لإلغاء حالة طوارئ وتخريب متعمد للبلد في ذكرى الثورة"، مؤكدا أن "هناك من يريد عن عمد إثارة الفوضى في مصر وعرقلة أي مسار للانتقال السلمي السلطة".