قال مسؤولون صحيون ان أكثر من 70 شخصا قتلوا وأصيب نحو ألف آخرين أمس الاربعاء في أحداث شغب بمدينة بورسعيد الساحلية المصرية عقب مباراة في الدوري المصري الممتاز لكرة القدم بين فريقي النادي الاهلي والنادي المصري البورسعيدي. ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية (أ ش أ) عن مسؤول كبير بوزارة الصحة قوله ان عدد القتلى 74 . وتمثل حصيلة القتلى والمصابين أكبر كارثة في تاريخ الملاعب المصرية. وقال التلفزيون الرسمي ان المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة -الذي يدير شؤون مصر منذ نحو عام- قرر ارسال طائرات هليكوبتر عسكرية لاجلاء فريق الاهلى ومصابيه ومشجعيه من المدينة. ومنذ الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك في فبراير شباط الماضي تمر مصر بحالة "انفلات أمني" قال معلقون انها كانت ملحوظة في ضعف تأمين مباراة الفريقين يوم الاربعاء. وقال شهود عيان ان جماهير بورسعيد هاجمت فريق الاهلي ومشجعيه عقب المباراة. وعزا شاهد الهجوم الى لافتة رفعت في مدرجات مشجعي الاهلي وعليها عبارة اعتبرها مشجعو المصري اهانة لمدينتهم. وقال التلفزيون المصري ان مجلس الشعب الذي انتخب حديثا والذي يسيطر عليه الاسلاميون قرر عقد جلسة طارئة يوم الخميس لبحث أعمال الشغب. وقال سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم انه قرر ايقاف مسابقة الدوري المحلي الممتاز لاجل غير مسمى. ومضى قائلا لقناة الاهلي التلفزيونية "بعد الاتصال برئيس المجلس القومي للرياضة قررنا ايقاف الدوري لاجل غير مسمى واجراء التحقيق فيما تم وتشكيل لجنة لتقصي الحقائق من اتحاد الكرة وسيعلن النتيجة للرأي العام." وكانت المباراة انتهت بفوز المصري 3-1. ويدرب فريق المصري مهاجم الاهلي البارز السابق حسام حسن. وتوقفت مباراة أخرى بين الزمالك والاسماعيلي في القاهرة بناء على رغبة الفريقين بعد نهاية الشوط الاول بينما كانت النتيجة تشير للتعادل 2- 2 في وقت أظهرت فيه لقطات تلفزيونية اشتعال النيران خلف مدرجات استاد القاهرة الذي كانت تقام فيه المباراة. ووصف محمد أبو تريكة صانع لعب الاهلي ما حدث في المباراة التي شارك فيها قرب النهاية بأنه "حرب وليست كرة القدم" وقال انه لقن بنفسه الشهادة لاحد جماهير الاهلي. ووصف مفتي مصر الشيخ علي جمعة ما حدث بأنه "مجزرة". وقال عصام العريان العضو القيادي في جماعة الاخوان المسلمين ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب "البرلمان سيوجه رسالة الى وزير الداخلية وقيادات الامن أن يكونوا على قدر المسؤولية أو أن يبقوا في منازلهم." وقالت وزارة الداخلية في بيان ان وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم يوسف أصدر قرارا بتشكيل "لجنة عليا تبدأ أعمالها فورا للوقوف على ملابسات وخلفيات الاحداث المؤسفة." وأضاف البيان أن الشرطة ألقت القبض على 47 شخصا يشتبه بانهم اثاروا وحرضوا على الشغب. وقالت الوزارة "كان هناك (قبل المباراة) تصعيد عدائي شبه متعمد من قبل بعض الجماهير... بقصد احداث حالة من الفوضى والشغب والاندفاع بكثافة داخل الملعب عقب انتهاء المباراة." وقال الوزير في تصريحات للتلفزيون ان نوعا من "التزاحم والتصادم أدى الى وفاة العديد من الضحايا." وقرر رئيس مجلس الوزراء كمال الجنزوري عقد اجتماع للقيادات الامنية صباح الخميس لبحث الاحداث كما انتقل النائب العام عبد المجيد محمود الى بورسعيد للاشراف على التحقيقات ودعا كل من لديه أدلة على تسلسل الاحداث الى تقديمها. وقال شاهد عيان لرويترز ان سيارات خاصة وحافلات صغيرة ودراجات نارية شاركت عشرات من سيارات الاسعاف في نقل المصابين الى المستشفيات. وكانت لقطات تلفزيونية أظهرت إطلاق شماريخ في الملعب وقت الشغب. وقال وكيل وزارة الصحة هشام شيحة ان هناك إصابات خطيرة وتتراوح بين ارتجاج في المخ وجروح قطعية.