تزامنا مع الاحتفال باليوم العلمي للمسنين الذي يصادف الفاتح من أكتوبر من كل سنة، قدم علي لطفي الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للشغل، صورة مأساوية عن واقع الشيخوخة والمسنين بالمغرب. وقال لطفي في بلاغ له صادر عن المكتب التنفيذي للمنظمة ، تتوفر النهار المغربية على نسخة منه، بأن المغرب يحتفل اليوم كسائر دول المعمور بذكرى اليوم العالمي للمسنين في ظل ظروف وأوضاع انسانية واجتماعية واقتصادية مأساوية وأشد بؤسا بسبب سياسة الاهمال والنسيان والتهميش والإقصاء الاجتماعي . وشدد البلاغ على أن موضوع الشيخوخة والمسنين لم يكن يوم ضمن اولويات الحكومات المتعاقبة على تدبير الشأن العام وزادت اوضاعهم تأزما واستفحلا في الوقت الراهن بسب توالي ارتفاع اسعار المواد الغذائية والأدوية والخدمات الاجتماعية والتضخم بحيث لازال المسنون ببلادنا رجال ونساء وأرامل يعانون مشاكل اجتماعية خطيرة تتعلق بالمستوى المعيشي و يجدون صعوبات كبيرة في ولوج الخدمات الصحية خاصة مع انتشار للأمراض المزمنة, في صفوفهم لاسيما أمراض القلب والشرايين والضغط الدموي والسكري والسرطان والأمراض التنفسية والتهابات المفاصل, إلى جانب أمراض الجهاز العصبي والأمراض النفسية، والإعاقة المترتب عنها فقدان القدرة الوظيفية،ومشاكل نفسية قد يتعرضون لها بسبب الوحدة و العزلة الاجتماعية. وأكد مصدرنا على أن موضوع الشّيخوخة بالمغرب ظل خارج الأولويات الحكومية وتكتفي حاليا باحتفالات شكلية مناسباتية، ويظل المسنون والمتقاعدون يعانون من حالة البؤس واليأس والحرمان و ونسبة هامة منهم تعيش على هامش المجتمع وخارج اسرهم في دور العجزة وخارج اية تغطية او حماية اجتماعية ونسبة كبيرة مقعدة تلتزم بيوتها في حاجة ماسة الى الخدمات الطبية والعلاج المداوم لكن دون جدوى وأكد علي لطفي في بلاغه، أن الإحصائيات الرسمية تؤكد نقصا في المختصين بطب الشيخوخة، حيث لا نتوفر إلا على 10 أخصائيين فقط في المغرب، (3 منهم بالدار البيضاء، و7 موزعين على المستوى الوطني). وأضاف أن المغرب لا يتوفر إلا على طبيب واحد مختص لكل 300 ألف مسن، هذا إذا علمنا بأن عدد المسنين يقدر ب3 مليون،وتأسف على غياب تكوينات للأطباء في هذه المجال، من خلال العناية في كليات الطب بدراسة اختصاص أمراض الشيخوخة، وإحداث عيادات المتخصصين فيها. و أورد أن المصابين بالزهايمر، الذي هو من أكثر الأمراض المنتشرة عند كبار السن. وتشير التقديرات التي نتوفر عليها إلى وجود 80 ألف حالة بالمغرب، مضيفا أنه رغم التحولات الديمغرافية والاجتماعية والبيئة التي عرفها المغرب والتغييرا السريعة التي يعرفها الهرم السكني بالمغرب فان طب الشيخوخة لازال ضعيفا جدا ولم يحظ بعد بالأهمية التي يستحقها بناء على هده التطورات . وأخطر ما في الأمر حسب مصدرنا ان عدد الأطباء المتخصصين في الشيخوخة لا يتعدى 10 طبيب gériatrie أغلبهم أطباء الطب الباطني والمغرب يعرف خصاصا فظيعا في اطباء ختصاصيون في أمراض الشيخوخة، وممرضات واختصاصيون في الحمية والترويض الطبي, وكذا أخصائيون نفسانيون ومساعدات اجتماعيات.. عدد اطباء المتخصصين. وشدد لطفي على أن ملف التقاعد والمتقاعدين وتنامي الاهتمام بالموضوع في الساحة السياسية المغربية لم يتجاوز منطق التقليص من معاش التقاعد عوض التفكير في رفع المستوى المعيشي للمتقاعدين وأسرهم وبحث عن اليات الاستفادة من خبراتهم وتوفير الخدمات لهم بما يضمن شغل وقت فراغهم والانخراط الفعلي في توصيات المنظمة الدولية في تحسين ظروف عيش المسنين والمتقاعدين والوفاء والعرفان للأباء والأجداد نظرا للدور الهام الدي قامت به هده الفئة وبالتالي وجب رد الاعتبار للمسنين والمتقاعدين. ورفض الكاتب الوطني للمنظمة الديمقراطية للشغل أن يدفع المسنون و المتقاعدون ضريبة الأزمة الاختلالات المالية التي تعرفها صناديق التقاعد وعلى الدولة ان توجه اهتمامها بالمسنين والعجزة والمتقاعدين من اجل توفير حياة كريمة لهم ولسرهم وتوفير الخدمات اللازمة لهم وسن نظام للحماية الاجتماعية كفيلة بحفظ حقوقهم وتحسين معاشات التقاعد بما يكفل العيش الكريم والرفع من الحد الأدنى للتقاعد وضمان علاوة سنوية للمتقاعدين وحلق مزايا للمتقاعدين والمتقاعدات والإعفاء من الرسوم والضريبة على المعاش تقديرا لسنهم ولما قدموه من خدمة لوطنهم ومنحهم تخفيضات مناسبة في السفر والحج. لكبير بن لكريم