المغرب يُسجل رقماً قياسياً جديداً في عدد السياح خلال 2025    سفير مصر بالمغرب يشيد بدور جلالة الملك في دعم القضية الفلسطينية    المنتخب المغربي إلى نصف نهائي كأس إفريقيا لأقل من 17 سنة    المنتخب المغربي يتأهل لنصف نهائي كأس أمم إفريقيا لاقل من 17 سنة بفوزه على جنوب إفريقيا    تنسيق أمني يُجهض محاولة تهريب دولي ل25 طناً من مخدر الشيرا بسيدي قاسم (صور)    السجن سنتين للسيدة التي صفعت قائد تمارة    بايتاس: آلية الرقابة شأن برلماني    شركة Balearia تُطلق خطا بحريًا جديدًا بين طريفة وطنجة المدينة وتُخطط لأول ممر أخضر" بين المغرب وإسباني    الحكومة تُسنِد تحصيل رسم السكن ورسم الخدمات الجماعية إلى مديرية الضرائب    بلاغ اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي حول الهجوم السيبراني    فضيحة للوزير السكوري.. خبير سيبراني حذّر من ثغرة خطيرة بموقع وزارة التشغيل قبل "تسريبات جبروت" بخمسة أيام        بايتاس: الهجمات السيبرانية على مؤسسات حكومية "إجرامية" وتستهدف التشويش على نجاحات المغرب الدبلوماسية    لليوم الثالث... آلاف الطلبة يتظاهرون دعما لغزة ورفضا للتهجير    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الأخضر    تورط ديبلوماسي جزائري في فرنسا بمحاولة اغتيال معارض بارز يحمل صفة لاجئ سياسي    زيدان: دعم المقاولات موجه للمشاريع التي لا تفوق قيمتها الاستثمارية 50 مليون درهم    سعر الذهب يبلغ مستويات قياسية مع تراجع الدولار    أكثر من نصف الأمريكيين ينظرون سلبيا لإسرائيل.. استطلاع جديد يكشف تداعيات حرب غزة    أمانديس تحتفي بأطفال التوحد في يومهم العالمي وتعزز التماسك الاجتماعي    حقائق بخصوص عمليات استيراد الأبقار والأغنام وتداعياتها السياسية والمالية    الصحافة والثقافة        تصنيف ميليشيات "البوليساريو" جماعة إرهابية .. خطوة أمريكية تلوح في الأفق    أمطار قوية تصل إلى 70 ملم مرتقبة بعدد من الأقاليم الجمعة والسبت    الأمير مولاي رشيد يزور ضريح المولى إدريس الأزهر بمناسبة حفل ختان الأميرين مولاي أحمد ومولاي عبد السلام    بميزانية مليار درهم.. المغرب يطلق برنامجا لدعم البحث العلمي والابتكار    مسؤول إسباني .. التقارب الثقافي وسيلة ممتازة لتعزيز العلاقات المغربية الإسبانية    الدار البيضاء تحتضن الدورة الثانية من المسابقة المغربية لأفضل أصوات الكورال العربي    أسود الفوتسال يكتسحون الصين بثمانية أهداف ويحافظون على الصدارة الإفريقية في تصنيف الفيفا    توقعات أحوال الطقس غدا الجمعة        السلطات الصحية بجنوب إسبانيا تتأهب لمواجهة "بوحمرون" القادم من شمال المغرب    تحليل | لماذا فرض ترامب على المغرب رسوما جمركية أقل من الجزائر؟    باختياره المغرب ضيف شرف، يحتفي مهرجان باريس للكتاب ب "قوة" و"حيوية" المشهد الأدبي والنشر في المملكة (رشيدة داتي)    طنجة تحتضن الدورة الأولى لمهرجان فيوجن المغرب 2025    لامين يامال يحقق رقما قياسيا في دوري الأبطال    لقاءات مغربية-ألمانية في برلين حول فرص الاستثمار في المغرب    المغرب والفليبين يحتفلان بنصف قرن من العلاقات الدبلوماسية    لإطلاق تراخيص البناء.. الموافقة على تحديد مدارات 56 دوارًا بإقليم الفحص-أنجرة    ماكرون: فرنسا قد تعترف بدولة فلسطينية في يونيو    "الهاكا" تلزم "دوزيم" ببث الأذان صوتيًا    مظاهرة حاشدة أمام السفارة الجزائرية في باماكو    شباب قسنطينة: مواجهة بركان صعبة    "العدل الدولية" تنظر اليوم في شكوى السودان ضد الإمارات بتهمة "التواطؤ في إبادة جماعية"    توقيع اتفاقية شراكة بين الجامعة الملكية المغربية للشطرنج والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدرالبيضاء سطات    مصطفى لغتيري يثري أدب الصحراء    المغرب يحفز نقاشات أكاديميين أفارقة وأمريكيين حول "آداب الاغتراب"    ليفربول يتقدم في التفاوض مع صلاح    سلطات مليلية تحتجز كلب "مسعور" تسلل من بوابة بني انصار    آيت الطالب يقارب "السيادة الصحية"    تقليل الألم وزيادة الفعالية.. تقنية البلورات الدوائية تبشر بعصر جديد للعلاجات طويلة الأمد    دراسة: أدوية الاكتئاب تزيد مخاطر الوفاة بالنوبات القلبية    العيد: بين الألم والأمل دعوة للسلام والتسامح    أجواء روحانية في صلاة العيد بالعيون    طواسينُ الخير    تعرف على كيفية أداء صلاة العيد ووقتها الشرعي حسب الهدي النبوي    الكسوف الجزئي يحجب أشعة الشمس بنسبة تقل عن 18% في المغرب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اليوم العالمي للمسنين .. هل هو يوم لرد الجميل أو لرد الاعتبار أو هما معا؟
نشر في بيان اليوم يوم 03 - 10 - 2014


معاناة مستمرة لشريحة المسنين و المتقاعدين بالمغرب
يحتفل المغرب كسائر دول المعمور بذكرى اليوم العالمي للمسنين في فاتح أكتوبر، في ظل ظروف وأوضاع إنسانية واجتماعية واقتصادية ومأساوية واشد بؤسا،بسبب سياسة الإهمال والنسيان والتهميش والإقصاء الاجتماعي التي تتبناها وتتهجها الحكومة اتجاه هده الشريحة من المجتمع المغربي .
موضوع الشيخوخة والمسنين لم يكن فعلا ضمن برامج و أولويات الحكومات المتعاقبة على تدبير الشأن العام ببلادنا وازدادت أوضاعهم تأزما واستفحالا في الوقت الراهن بسب الارتفاع المهول لأسعار المواد الغذائية والأدوية والخدمات الاجتماعية فضلا عن التضخم.
فكبار السن بالمغرب رجال ونساء وأرامل باتوا يعانون مشاكل اجتماعية خطيرة تتعلق بضعف القدرة الشرائية وتدني المستوى المعيشي، ويجدون صعوبات كبيرة في ولوج الخدمات الصحية والاجتماعية مما تنتج عنه انتشار كبير للأمراض ألمزمنة في صفوفهم، لاسيما أمراض القلب والشرايين والضغط الدموي وأمراض السكري والسرطان والأمراض التنفسية والتهابات المفاصل، وهشاشة العظام، أمراض الجهاز الهضمي، فقر الدم والقصور الكلوي إلى جانب أمراض الجهاز العصبي والدماغ كمرض ألزهايمر والبركنسون -شلل الرعاش - إضافة إلى الإعاقة المترتب عنها فقدان القدرة الوظيفية. وصعوبة النوم ومشاكل نفسية قد يتعرضون لها بسبب الوحدة و العزلة الاجتماعية.
ففي الوقت الذي يظل فيه موضوع الشّيخوخة بالمغرب خارج الأولويات الحكومية ويكتفي المسؤولون الحكوميون بتنظيم احتفالات شكلية مناسباتية، يستمر المسنون والمتقاعدون في اجترار مرارة البؤس واليأس والحرمان.
فئة هامة منهم تعيش على هامش المجتمع وخارج أسرهم يسجنون في دور للعجزة تفتقر إلى كل شيء بما فيها تغذية سليمة ورعاية صحية وأدوية للمرضى منهم وفئة أخرى كبيرة مقعدة تلتزم بيوتها أحيانا لا تفارق السرير بسبب العجز والمرض على الأقل تجد الرعاية من طرف الأسرة والأبناء إذا كانوا يقطنون نفس المنزل أو قريبين حتى. .
كل هؤلاء في حاجة ماسة إلى الخدمات الطبية والعلاج والمراقبة المستمرة والمساعدة على التكيف مع المرض والشيخوخة وهي خدمات لا يمكن الاعتماد فيها فقط على أفراد الأسرة بل على متخصصين.
إننا أمام وضعية صعبة ومقلقة جدا أكدتها جل التقارير الدولية والوطنية المستقلة آخرها تقرير صادر عن البنك الدولي الذي صنف المغرب في مرتبة جد مخجلة حيث احتل المرتبة 81 من أصل 91 دولة وهي مرتبة متأخرة على سلم الاهتمام بالمسنين من أبناء البلد. وحصل المغرب على ما مجموعه 26.6 من النقط، مما جعله يستقر في المرتبة 81 في لائحة ضمت 91 بلدا، . واعتمدت مؤسسة (Global Age Watch، التي أنجزت الدراسة، على أربعة مؤشرات رئيسة تتمثل في تأمين الدخل، الرعاية الصحية، الشغل والتعليم ثم توفير المناخ الملائم للعيش، وبناء على هذه المؤشرات، كشف التقرير أن 31 بالمائة من المسنين المغاربة محرومون من الرعاية الطبية الضرورية، كما أن 15 بالمائة من نفس الفئة لا ينالون حظهم من الشغل والتعليم. وفيما يتعلق بمؤشر تأمين الدخل، لم يتجاوز تنقيط المغرب 39 نقطة، جعلته يستقر في المرتبة 71، في حين احتل مرتبة أقل (84) في مؤشر توفير مناخ العيش الملائم بما مجموعه 51.4 نقطة، ونتيجة لذالك صنف المغرب، من بين الدول السيئة لعيش المسنين إلى درجة اعتبار "المغرب جحيم المسنين" وهي صفعة قوية تساؤلنا عن جميعا عن طريقة التعاطي مع أبائنا وأجدادنا في هذا الوطن الدين ضحوا بكل ما يملكون من قوة فكرية وبدنية من أجل بنائه وتنميته ونهضته وتطوره ولم يستفيدوا من ثمار نموه و من ثرواته بعد إحالتهم على المعاش .
وضعية المتقاعدين لا تقل فظاعة عن حالة المسنين والعجزة
فالمتقاعدون والمتقاعدات فئة أخرى من المسنين يعانون معانات حقيقية مع أنظمة التقاعد التي ينتسبون لها وقد ألقت بهم بعد سنوات طويلة من العمل إلى أحضان الهشاشة والفقر بمعاشات هزيلة جدا وخاصة الفئة التي أحيلت للتقاعد قبل الإصلاح الأول والثاني الذي أدى إلى دمج التعويضات القارة في راتب المعاش ناهيك عن متقاعدي القطاع الخاص المنخرطون في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والصندوق المغربي المهني للتقاعد، والنظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد الدين يعتمدون نظام الرسملة بدل التوزيع المعتمد من طرف الصندوق المغربي للتقاعد، فالمتقاعدون مدنيون وعسكريون لسنوات الثمانينات والتسعينات يحصلون على راتب معاش في أخر الشهر اقل بكثير من الفئة التي مسها الإصلاح سنة 1990 .
ومجمل القول إن معاش المتقاعدين ببلادنا لا يكفي لسد حاجياتهم الضرورية للحياة ولا يفي بالحد الأدنى من متطلبات العيش الكريم، خاصة إن نسبة هامة منهم لا تملك مسكنا خاصا، ولازالت تعيش تحت ثقل وضغط الكراء والإيجار وهو ما يقض مضاجعها بسبب استنزاف معاش الشهر المتواضع جدا في أداء سومة الكراء إضافة إلى تكلفة الماء والكهرباء.
وحتى أولائك الدين استفادوا في فترة النشاط المهني والخدمة من مساكن عمومية مدنية أو عسكرية أصبحوا اليوم مهددون بإخلائها وإفراغها بالقوة وتحت طائلة الأحكام القضائية في الوقت الذي سمح فيه لموظفين آخرين مدنيين وعسكريين بامتلاك هده المساكن العمومية وفق أسعار تفضيلية واجتماعية.
ولا تقف مشاكل المتقاعدين ومعاناتهم مع انخفاض رواتبهم الشهرية فحسب بل تمتد لتشمل جوانب أخرى يصفونها بالضرورية للاستمرار في الحياة ولا تقل أهمية عن رفع الحد الأدنى للمعاش ويتعلق الأمر بالصحة والسلامة وتقريب الإدارة منهم، فهناك عقبات متعددة تواجه المتقاعدين فضلا عن أن اغلب المتقاعدين يعيشون وضعية سيئة وعدد كبير منهم مثقلة كواهلهم بالديون ولحاجتهم الدائمة للاقتراض لان رواتبهم ضعيفة إلى درجة أن بعضهم يجد اليوم صعوبة كبيرة في الحصول على سلف عادي أو قرض لحل مشكلة مستعجلة نظرا لتجاوز السقف المسموح به قانونا من طرف الصندوق للاقتراض.
ونحن على أبواب عيد الأضحى المبارك ويلجأ المتقاعدون والمسنون إلى عملية الاقتراض من شركات القرض والتي تظل الوسيلة الوحيدة لشراء أضحية العيد، أمام غياب أو ضعف مجالات الشؤون الاجتماعية للإدارات العمومية والقطاع الخاص.
معاناة أخرى أقوى مست المتقاعدين العسكريين الدين أحيلوا على التقاعد في سن مبكرة أي 45 سنة فأجورهم هزيلة جدا لا تتجاوز 1000 درهم في الشهر كحد ادني وهي لا تكفي للمتطلبات الأساسية للعيش و اغلبهم يعيلون اسر كبيرة وواسعة من زيجات في غالبيتهم ربات البيوت دون عمل وأطفال يتابعون دراستهم أو عاطلين عن العمل يضطرون رغم مرضهم وكبر سنهم مواصلة القيام بأشغال وامتهان حرف صغيرة ويمارسون أعمالا إضافية لسد رمق العيش وتغطية تكاليف التمدرس ورمضان والأعياد وحاجيات أبنائهم العاطلين.
ونحن على أبواب عيد الأضحى المبارك حيث يلجا عدد كبير منهم إلى شركات الاقتراض التي تعتبر الوسيلة الوحيدة لشراء أضحية العيد.
وتزداد كل هذه المعانات كلما اقتربنا من دوي الحقوق من أرامل وأيتام المتقاعدين الدين لا يحصلون إلا على نصف مبلغ الشهري المعاش بعد وفاة المتقاعد ويصل هذا المعاش لدى دوي الحقوق إلى و لدى حالات واسعة ما بين 80 درهم و 250 درهم في الشهر لأرملة ومعها ثلاثة أبناء على الأقل مما يجعل المتقاعد يعيش طيلة ما تبقى من حياته وضعا نفسانيا صعبا بسبب شبح مصير أبنائه بعد الوفاة؛ ناهيك عن اختلاف وتعدد صناديق التقاعد وتضارب قوانينها وتفاوت المعاشات التي تصرفها رغم هزالتها بين المدنيين والعسكريين وبين المدنيين أنفسهم حسب زمن الإصلاحات علاوة على الاختلالات التي عرفتها الصناديق الخاصة كالمكتب الشريف للفوسفاط وفرتيما والسكك الحديدية والقرض الفلاحي .....وما خلفته من معاناة لمتقاعديها.
اليوم الأغلبية الساحقة من المسنين والمتقاعدين تواجه صعوبات ومشاكل اجتماعية ومالية وتحديات غلاء المعيشة وارتفاع أسعار الدواء والخدمات الصحية وتكاليف رعاية الأبناء وقسوة الحياة . يمضون كل أوقاتهم بين لعب الورق (الكارطا) في الساحات العمومية أو الجلوس في المقاهي أو الركون في أماكن منعزلة عن الناس والحركة أو أحيانا بالمساجد إلى حين الأذان، علما أن أهم تأثير يمكن أن يرافق مرحلة التقاعد في المغرب هو الشعور باليأس و الكآبة بسبب الإهمال المفرط من طرف المجتمع الذي دفع بهم إلى حالة النسيان والعزل قبل الوفاة .
وضعية حرجة تزيد في تعميق مشاكلهم الاجتماعية و الصحية و ما يترتب عنها من أمراض نفسية وعقلية والتكاليف الباهظة لشراء الأدوية أو إجراء الفحوصات أو الخضوع لعمليات جراحية غالبا ما يكون المسن غير قادر على أداء تكاليف العلاج سواء كانوا متقاعدين مؤمنين أو غير مؤمنين بسبب الرسوم المرتفعة .
كما أن بطاقة الراميد لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تشفي من مرض. وان المستشفيات العمومية فاقدة لعدد من الخدمات والأدوية وهو ما يدفع المسن والمتقاعد إلى تقديم نفسه إلى المصحات الخاصة التي تفرض أسعارا خيالية أو اللجوء إلى الصيدليات لشراء بعض الأدوية والمسكنات وغالبا ما يكتفي المتقاعد والمسن المريض باقتناء نصف كمية الأدوية التي يحتاجها أو يتخلون عن علاجهم بشكل جزئي أو نهائي .
فرغم التحولات الديمغرافية والاجتماعية والبيئة والبيوطبية التي عرفها المغرب والتغييرات السريعة التي يعرفها الهرم السكاني فان طب الشيخوخة لازال ضعيفا جدا ولم يحظ بعد بالأهمية التي يستحقها بناء على هده التطورات والمغرب يعرف خصاصا حادا في أطباء اختصاصيون في أمراض الشيخوخة، وممرضات واختصاصيون في الحمية والترويض الطبي, وكذا أخصائيون نفسانيون ومساعدات اجتماعيات.. فالإحصائيات الرسمية تؤكد أن المغرب لا يتوفر إلا على 10 اخصائيين في طب الشيخوخةgériatrie ، اغلبهم أطباء متخصصون في الطب الباطني، قضوا سنة من التكوين خارج المغرب، (3 منهم بالدار البيضاء و7 موزعين على المستوى الوطني)، أي بمعدل طبيب مختص في الشيخوخة لكل 300 ألف مسن. هذا إذا علمنا بأن عدد المسنين بالمغرب يفوق 3 مليون نسمة منهم 80 ألف حالة مصابة بمرض الزهايمر، حسب بعض التقديرات الطبية.
وفي نفس السياق ونظرا لتحولات المجتمعية والعزلة التي أضحى تعرفها فئة مهمة من المسنين فان بنيات الاستقبال ومراكز الإيواء والرعاية المسنين قليلة جدا بحيث أن عدد مراكز استقبال والعناية بالمسنين لا يتجاوز 40 مركزا بالمغرب، تستقبل المسنين في وضعيات صعبة، أغلبهم متخلى عنهم وليست لهم عائلات.
وبالتالي أصبح من الضروري إعداد وتهيئة مراكز استقبال المسنين وإيوائهم والاعتناء بهم لكن بلدنا تظل بعديدة كل البعد عن هدا التحول والاستعداد لخلق بنيات الاستقبال والإيواء والرعاية الاجتماعية والطبية فبالنظر إلى إلى الأعداد الهائلة للمسنين المصابين بأمراض مزمنة وعاهات وبعيدين عن أبنائهم .
وجدير بالذكر أن الأمم المتّحدة قد خصصت اليوم الأول من شهر أكتوبر من كل عام عيداً للمسنّين، بهدف لفت الانتباه العام لقضايا كبار السنّ ومشاكلهم.
وتشير تقديرات إلى أنّ المسنّين بالمغرب يشكّلون الآن حوالي 8% من السكان، وسوف تصل النّسبة إلى 16% في العام 2025..حسب تقديرات المندوبية السامية للتخطيط وأن عدد الأشخاص المسنين (60 سنة فما فوق) كان يمثل في المغرب أقل من مليون شخص سنة 1960 وأصبح اليوم يناهز 2.9 مليون شخص، وقد يصل إلى حوالي 10 ملايين شخص في أفق 2050. . في انتظار ما ستسفر عنه نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2014 لتأكيد هده التوقعات فإن معطيات البحث الوطني حول السكان والصحة العائلية لسنة 2011، توقع أن يصل أمل الحياة بدون أمراض مزمنة في 60 سنة إلى نسبة 7.3 سنة للرجال مقابل 11.5 سنة للنساء، وبخصوص أمل الحياة بدون "عدم القدرة الوظيفية" تبلغ عند الرجال نسبة 18.6 سنة مقابل 20.1 سنة لدى النساء. معطيات رقمية عامة ربما أصبحت متجاوزة وسننتظر نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2014 من اجل تحيين هذه المؤشرات والأرقام المتعلقة بالشيخوخة بالمغرب والهرم السكاني والأعمار.
لكل هذه الاعتبارات والمعطيات يمكن القول أن مفهوم التقاعد بالمغرب يعيش أزمة حقيقية من كافة النواحي المادية والصحية والاجتماعية والنفسية وان طبيعة وحجم التعاطي مع ملف المسنين و التقاعد والمتقاعدين وتنامي الاهتمام بالموضوع في الساحة السياسية المغربية لم يتجاوز منطق الرفع من سن التقاعد والتقليص من أجرة المعاش ورفع نسبة المساهمة عوض التفكير في تعميم الحماية الاجتماعية وتوحيد الصناديق في صندوق واحد وخلق صندوق لتقديم ا لدعم المباشر للمسنين الدين لا يستفيدون من المعاش، وأساسا رفع المستوى المعيشي للمسنين و المتقاعدين والمتقاعدات ودوي حقوقهم و الزيادة في أجرة المعاش كلما كانت هناك زيادة في الرواتب الفئة العاملة.
وتأسيسا على ما سبق نعتقد انه أن الأوان أن توجه الدولة اهتمامها الحقيقي والفعلي للمسنين والعجزة والمتقاعدين من اجل توفير حياة كريمة عبر توفير كل الخدمات اللازمة وسن نظام جديد إجباري وشمولي للحماية الاجتماعية كفيل بحفظ حقوقهم وتحسين معاشاتهم والرفع من الحد الأدنى للتقاعد ليتلاءم مع الحد الأدنى للأجر وإعفاء أجورهم من الضريبة على الدخل وضمان العلاجات المجانية بالمستشفيات العمومية مع ضرورة خلق مزايا للمتقاعدين والمتقاعدات ومنحهم تخفيضات مناسبة في السفر والحج والإعفاء من الرسوم تقديرا لسنهم ولما قدموه من خدمة لوطنهم
فبالرجوع إلى تقارير المنظمات الدولية حول وضعية المسنين بالمغرب بات من الضروري واللازم إعادة النظر في طريقة تدبير ملف المسنين والمتقاعدين وهي مسؤولية اجتماعية واقتصادية تتحملها الدولة وتحتم على الحكومة بجميع مكوناتها إبلائه الأهمية القصوى في التخطيط ووضع إستراتيجية شموليى والبرمجة لحماية وضمان حقوق المسنين والمتقاعدين.
* خلق وإقامة دورٍ للرّعاية ونواديٍ للتّأهيل الصحّي والنّفسي والاهتمام الاجتماعي والمادي بالمسنين، وتعزيز روابطهم مع المجتمع من حولهم، والانفتاح عليهم بكلّ وعي ومسؤوليّة. وتخفيض وتوفير خدمات شاملة ومتكاملة اجتماعية وصحية عالية الجودة لفئة المسنين والمتقاعدين وخطة للوقاية وللكشف المبكر والمعالجة للمشاكل الصحية الشائعة من اجل خفض الأمراض والعجز والوفيات وتعزيز صحة المسنين وتكوين ممرضات متخصصات في الرعاية المنزلية للمسنين وتشجيع الأبحاث في طب الشيخوخة تأهيل المستشفيات العمومية لتتلاءم ومتطلبات المسنين والمتقاعدين.
* إدراج طب الشيخوخة والمسنين ضمن مناهج كليات الطب ومعاهد التمريض بالمغرب و نشر وترسيخ الوعي لدى المجتمع المدني للاهتمام بهده الفئة العمرية، وإعداد برامج للرعاية الصحية الشاملة والعالية الجودة ومضادات الشيخوخة من اجل التخفيض من معدلات الأمراض والوفيات الناتجة عن المشاكل الصحية
* بناء إستراتيجية وطنية لفائدة الأشخاص المسنين والمتقاعدين ودوي حقوقهم في السياسات العمومية للدولة وبحث عن آليات الاستفادة من خبراتهم وتوفير الخدمات لهم بما يضمن شغل وقت فراغهم والانخراط الفعلي في توصيات المنظمة الدولية في تحسين ظروف عيش المسنين والمتقاعدين والوفاء والعرفان للآباء والأجداد نظرا للدور الهام الذي قامت به هده الفئة لصالح بناء وتنمية وطنها وبالتالي وجب رد الاعتبار للمسنين والمتقاعدين ونحن نرفض أن يدفع المسنون والمتقاعدون ضريبة الأزمة والاختلالات المالية التي تعرفها صناديق التقاعد وضعف السياسات الاجتماعية.
* واتخاذ إجراءات فعلية منها إمكانية إعادة دمج المتقاعدين في النشاطات التطوعية, والاستفادة من خبراتهم الطويلة, كالتعليم والصحة والفلاحة ...... والتأكيد على أننا مازلنا بحاجة لهم، وبأن التقاعد لا يعني انتهاء القدرة على الانجاز والعمل والتفكير والمشاركة في إعداد وبلورة السياسات والمخططات الوطنية والقطاعية .
عن المكتب التنفيذي
علي لطفي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.