كشفت مصادر مطلعة في نواكشوط أن الأجهزة الأمنية الموريتانية ترى في عملية اختطاف إسبانيين وإيطالية من مخيمات تندوف مجرد عملية لتصفية الحسابات بين بعض عناصر تنظيم "القاعدة" وعناصر تابعة "للبوليساريو". وحسب المصادر نفسها فإن المخابرات الجزائرية كانت على علم بهذه العملية في خطوطها العريضة ولكنها تغاضت عنها من أجل تحقيق عدة أهداف ترى أن الظرف مناسب جدا لجني ثمارها حيث أن العملية ستمكن المخابرات الجزائرية من إعادة هيكلة جديدة لما يسمى بجهاز أمن "البوليساريو" بشكل يتماشى مع التحولات التي تشهدها المنطقة بشكل عام وإعادة السيطرة أمنيا على منطقة الرابوني والمخيمات وإبعاد الشبهة التقليدية عن الجزائر والبوليساريو حول علاقاتهما بالإرهاب. وكان الموقع الإعلامي "إينبريميثيا" الإسباني, قد أكد أمس الاثنين, أن مرتكبي عملية اختطاف المتطوعين الغربيين الثلاثة أول أمس الأحد في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري تلقوا مساعدة من قبل عناصر من "البوليساريو". وأوضح الموقع الإعلامي أن "القيام بعملية الاختطاف وتنفيذها لم يكن ليكتب لها النجاح بدون الحصول على دعم من داخل" مخيمات (البوليساريو). وأبرز المصدر ذاته أن "تمكن الخاطفين الذين كانوا يرتدون زيا عسكريا من اختراق منشآت تخضع لرقابة محكمة من قبل ميليشيات (البوليساريو) على متن سيارات ذات الدفع الرباعي دون أن يلاحظ أي أحد ذلك والقيام بعد ذلك باختطاف ثلاثة متطوعين دون مقاومة, يوحي بأن مرتكبي عملية الاختطاف التي لم تتبناها أي جهة لحد الآن, تلقوا مساعدة من قبل عناصر من البوليساريو". وأكد الموقع الإعلامي الإسباني استنادا إلى مصادر عسكرية جزائرية أن تحرك الخاطفين بسهولة كبيرة في هذا المخيم, الذي يطلق عليه إسم "الرابوني" مقر القيادة العامة للبوليساريو, ومعرفتهم بالتفاصيل الدقيقة لمكان الاختطاف يدل على أن الخاطفين تلقوا دعما من داخل المخيمات مع العلم أن هذه المخيمات تحظى بمراقبة صارمة من قبل الجيش الجزائري وميليشيات "البوليساريو".