في إطار الجدال الكائن حول بلدية المرسى، وما يقال من مصادر مختلفة حول اختفاء بعض الميزانيات وسوء التسيير والعلاقة الهشة بين الرئيس ونوابه، ومن اجل تنوير الراي العام المحلي والوطني كان لنا لقاء مع "سعدبوه محمد"(الصورة)، بوصفه كاتبا إقليميا للحزب المسير للجماعة (حزب الاتحاد الاشتراكي)، وعضوا في هذا الفريق، وواجهناه بمجموعة من الأسئلة تعهد بالرد عليها قصد التوضيح ونفظ الغبار عن ما هو مستور، فكان لنا معه الحوار التالي: صحراء بريس: كثر الكلام مؤخرا حول سوء التدبير ببلديتكم، نتج عنه وصول لجنة للتفتيش أعلنت عن وجود اختلاسات مالية مهمة أدت بدورها إلى التعجيل بتقديم رئيس البلدية استقالته، كيف توضحون لنا هذه النقطة؟ سعد بوه محمد : المكتب المسير للجماعة يقوده السيد "حسان الدرهم" وهنا لا بد ان اوضح لكم بما لايدع مجالا للشك، ان باستطاعتكم أن توجهوا لرئيس المجلس ما تشاؤون من اتهامات، إلا اتهام واحد وهو اختلاس المال العام، فهو بريء منه براءة الذئب من دم ابن يعقوب، وهنا وبوصفي عضوا في هذا الفريق، أقول لكم أنه ليست هذه هي المرة الاولى التي تحل بها لجنا للتفتيش ببلدية المرسى، بل آخرها كان سنة 2010 وتقريرها موجود رهم إشارتكم كدليل براءة لمن أراد الإطلاع عليه، وفي الوقت الذي أحدثكم فيه الآن، لا زالت لدينا لجن للتفتيش داخل مكاتبنا ومع رؤساء مصالحنا، ومن خلال منبركم هذا، أدعوها شخصيا للقيام بمزيد من الفحص والبحث والنبش في مختلف الملفات، لاننا بكل بساطة لا يوجد لدينا ما نخفيه، ونحن أيضا على استعداد لاستقبال أي لجن وأي مكاتب للتحقيق من أي جهة كانت، في المكان والزمان المناسبين لها، ونتحدى بنزاهتنا من يريد إثبات العكس. إلا أن ما احز في نفسي حقيقة، هو أنه قبل ان نواجه بأسئلة من هذا القبيل،لا نجد من يوجه لنا أسئلة معقلنة من باب نفظ الغبار عن الحقيقة الضائعة، وهي اننا جماعة ميزانيتها للسنة المنصرمة 600 120 38 درهم، منها 000 628 9 درهم للتجهيز تحقق منها 000 000 4 درهم . وفي هذا الإطار قامت الجماعة بمشاريع ضخمة منها، صفقة رقم: 11/04 موضوعها إنارة الحي الصناعي بمبلغ 752 665 2 درهم، وصفقة رقم 11/1 موضوعها تزفيت حي المسيرة بتكلفة مالية قدرها 560 378 4 درهم، وصفقة رقم 11/03 متعلقة بإنارة الأحياء الجديدة وتحديث الأحياء القديمة بتكلفة مالية قدرها 68 747 361 3 إضافة إلى أننا نعتبر الجماعة الوحيدة أو بالأحرى من بين الجماعات القلائل داخل الوطن، التي تعطي أهمية بالغة لتخصيص ميزانيتها للشؤون الاجتماعية، كتخصيص مبلغ قدره 000 000 1 درهم من أجل امتصاص البطالة والدعم المباشر في إطار عملية التناوب، وكذا صرف مبالغ مالية مختلفة من الميزانية لدعم الجمعيات الاجتماعية والثقافية والرياضية، وهنا أريد فقط ان اشير إلى انه وبتعليمات من رئيس المجلس البلدي، يتم تخفيف الوطئ الضريبي على الساكنة، مما يسهل لها عادة الدعم في مجال رخص البناء والمحلات التجارية والأرض العارية والضريبة على وقوف الشاحنات وحتى على مرافق البلدية. كل هذا من أجل ان تكون الساكنة في وضعية تسمح لها بالنهوض في انتظار إصلاح الوضعية التي يجب ان ينكب عليها الجميع، وهذا يفسر كون بلدية المرسى، ليس لها من المداخيل وأكرر هذا وانا أعني ما أقول، سوى حصتها من الضريبة على القيمة المضافة، إضافة إلى حصتها من بيع السمك داخل الميناء، والذي يعلم الجميع ما يعانيه من مشاكل منذ الازمة الخانقة التي اجتاحت شريكنا الاقتصادي الاول في اوروبا، أما غير هذين الدخلين، فليس لنا أي دخل يذكر، لأننا فعلا نعطل العمل بالقانون الجبائي حتى لا نزيد المواطن المحتاج أصلا عبئا على عبئه. صحراء بريس: إذن ماهو السبب الرئيسي الذي ارغم رئيس المجلس على تقديم استقالته: سعد بوه محمد: ليست هذه هي المرة الأولى التي يقدم فيها الرئيس استقالته، بل هي المرة الرابعة، كان أولها بعد 28 يوما من انتخابه رئيسا للمجلس، وكنا دائما نحول بينه وبين الذهاب إلى أبعد الحدود، وكان دائما يقدم ظروفه الصحية ومشاغله كأسباب رئيسية، إلا انه هذه المرة فاجأنا بتقديم استقالته، مدعيا بوجود مجموعة من العراقيل تمنعه من مواصلة مهامه هو أدرى بها، إلا اننا كما قلت سابقا، نحن نسعى دائما وكما كنا لإبقائه سندا لنا، ولكنني بصراحة أحتاج لبعض الوقت حتى اتحدث معه كي تتضح لي الصورة، وحينها ليس لدي مانع من إبلاغكم. صحراء بريس: هناك شائعات تقول بوجود مشاكل بين رئيس المجلس وبين نائبه الأول؟ سعد بوه محمد: لا أبدا، ليست هناك مشاكل بالمرة بين رئيس المجلس ونائبه الأول، فكلاهما جزء من فريق العمل، فصلاحيات الرئيس تفرض عليه رسم السياسة العامة، والنائب الأول بدوره ومن موقعه، يقوم بالتنفيذ، أما أن نتبع القيل والقال، فعندها لن نذهب بعيد، وسنبقى سجناء الإشاعات. صحراء بريس: تعرف مدينة المرسى سيلا من الاحتجاجات والإضرابات، ماهو السبب في ذلك؟ سعد بوه محمد: أريد ان أقول لكم شيئا هنا، فنحن كمجلس بلدي، حبانا الله بساكنة صبورة ومتعاونة معنا حين نحتاجها، أما قضية الاحتجاجات كانت دائما ظاهرة صحية في سائر المجتمعات الديمقراطية، لكن هنا اريد ان اشير إلى ان جماعة المرسى تركت وحها في معزل عن باقي الجماعات الأخرى، لا شراكة على مستوى المشاريع، وكل المشاريع التي ذكرتها سابقا، كان تمويلها ذاتيا. فمنذ ما يزيد عن 17 سنة، لم تقدم لساكنة المرسى بطاقات إنعاش دائمة كباقي الجماعات الأخرى، ورغم توفرها على أراضي شاسعة واحياء صناعية مهمة ومدرة للدخل، إلا ان الدولة ومع الأسف، لم تمنح لهذه الساكنة ولو فرصة واحدة تجعلها تجد معينا غير المجلس البلدي، مما جعل الشباب يكبرون ويتزوجون ولا معيل لهم إلا الله، لاحصة من التوظيف ولا هم يحزنون، لدرجة اننا في المجلس، طالبنا وزير الداخلية ووزير المالية بتوفير 36 منصب شغل لشباب المرسى، تتحمل البلدية فيه غلافها المالي قصد تشغيل مجموعة من شباب المدينة، بعضهم يعمل في قطاع الإنعاش الوطني في قسم النظافة لدى المجلس، والبعض الآخر يعمل ما بين الباشوية والبلدية عله يجد ضوءا في آخر النفق المسدود في وجهه، ورغم تجاوبنا الجيد مع وزير الداخلية لا زلنا ننتظر ولو بصيصا من الأمل. مجمل القول، إننا كمجلس لا زلنا نناضل من اجل إسعاد ساكنة المرسى المنسية من طرف جميع المصالح والهيئات ومختلف وزارات الدولة، لكننا لن نيأس وسنظل في خدمة هذه الساكنة حتى ولو انتقدنا العالم بأسره.