لم نعد ندري لما في بلادنا العزيزة تنقلب كل بشارة خير إلى كابوس مزعج يقض مضجعنا، و يصير كل ما نبنيه من آمال و أحلام في مهب الريح كمن يشيد قصر من الرمال على مقربة من الأمواج العاتية. في الآونة الأخيرة هبت علينا نسمات من التفاؤل عقب الإعلان عن مباريات ولوج المراكز الجهوية لمهن التربية و التكوين، وخاصة بالنظر لعدد المناصب التي تم تخصيصها لكل سلك من أسلاك التعليم، فبدا الأمر كالخطوة الموفقة في طريق التقليل من نسبة البطالة بالمملكة و فتح باب الأمل لجموع المعطلين الذين طالما صدحت حناجرهم بالمطلب الأول و الأخير ألا و هو الحق في الشغل، باعتباره حقا يضمنه الدستور. و بعد الكد في جمع الوثائق التي شملت في بعض الأحيان البيانات الأصلية للنقط، وهو الأمر الذي يبدو غير منطقي البتة، ثم التصديق على الوثائق الأخرى في إدارات عادة ما يتماطل موظفوها في مثل هذه الحالات، خاصة إن علموا بمجانية التصديق بالنسبة للطلبة. وبعد طول الانتظار، بزغت نتائج الانتقاء الأولي لتحمل في طياتها مفاجآت غير سارة لمن أملوا و يأملون خلع جلباب العطالة و ارتداء ثوب الوظيفة. نتائج أقل ما يقال عنها أنها عبثية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. فالمتصفح للصفحات الانتقاء يقع بصره على مفارقات و تجاوزات لا يمكن أن تكون وليدة الصدفة أو السهو. فكيف يعقل أن ترد أسماء مرشحين أكثر من مرة في نفس الصفحات؟؟؟ و كيف يعقل أن ينتقى شخص في جهة بمعدل و يصادف انتقاءه في جهة أخرى بمعدل مخالف له تماما و في نفس السلك أو الشعبة؟؟؟ هذه مجرد ملاحظات بسيطة و ما خفي كان أعظم، فكيف يمكن أن نغض الطرف عن هكذا تجاوزات؟؟ ألم يكن لتكرار أسم من تفسير سوى إقصاء شخص آخر كان من المفروض أن يجد اسمه في اللائحة؟؟ كان الله في عوننا مع زمرة المهملين، و ليكن الله في عون من تم انتقاؤهم حتى لا يجدوا أنفسهم مرة أخرى في مواجهة أحلام تتبخر أمام أعينهم من غير أن يكون لهم حول ولا قوة لتغيير الأمر.