منذ مجيء سكان مخيمات الوحدة إلى الأقاليم المسترجعة للمشاركة في عملية الاستفتاء في الصحراء، خصصت الدولة ميزانية هامة تخص جميع متطلباتهم المعيشية من (خضر، لحوم، زيوت، حليب..)، وفي هذا الإطار تعرف المجزرة البلدية بالعيون نشاطا مكثفا، حيث يتم نحر حوالي تسعين رأسا من الإبل، تخصص كلها لسكان المخيم، توزع عليهم مرتين في الأسبوع. إلا أن ما يحز في النفوس حقيقة، هو إستحواذ بعض منعدمي الضمير، ومن وكل إليهم السهر على هذه العملية بدون وجه حق، على الأجزاء المتعلقة بالنحيرة (الدوارة، الكبدة، الجلود) حيث المتاجرة فيها وإعادة بيعها في السوق السوداء، في بعض محلات الجزارة المعروفة داخل المدينة في واضحة النهار، و أمام مرأى الجميع، دون أي رادع يردعهم. وحسب مصدر "للجريدة" فإن هؤلاء السماسرة يجنون أموالا طائلة تقدر بحوالي 450 000 درهما شهريا، يقتسمها سماسرة اللحوم كل حسب درجة نفوذه ومسؤوليته، من المسؤول الأول عن عملية النحر إلى أن تصل إلى الجزارين عبر سيارات حمراء مكتوب عليها نقل اللحوم. لائحة بأسماء الشبكة الأخطبوطية لتهريب اللحوم بالعيون - (ي.ع) المسؤول والمكلف بعملية النحر. - (ح) المسؤول عن عملية توزيع اللحوم بواسطة سيارة خاصة. - (م.ب) المكلف بعملية توزيع اللحوم على المجازر. - (ع.ب) موزع اللحوم والمكلف بتوزيع لحم الكاموز وصاحب محل بالرحيبة. - (م) صاحب سيارة من نوع رونو 18 رمادية اللون. - (ص) صاحب محل بشارع بوكراع. - (ع) يقطن بشارع طانطان. - (ب) أحد موزعي اللحوم بواسطة سيارة مرسديس.
جدول توضيحي يبين حجم الأرباح التي يجنيها سماسرة اللحوم الحمراء
عدد الإبل المنحورة أسبوعيا يصل إلى 90 رأسا تقريبا. العدد الثمن بالدرهم الأرباح 90 كبدة 500 45.000.00 90 دوارة 300 27.000.00 90 الجلود 200 18.000.00 المجموع 1000
90.000.00 درهم أسبوعيا
يتبين إذن من خلال هذا الجدول التوضيحي، مدى الأرباح المستخلصة من جراء المتاجرة في اللحوم التي حرم مستحقوها من الاستفادة منها، وتبقى الجريدة محتفظة بالأسماء الضالعة والتي اغتنت بطرق غير مشروعة وبوسائلها الخاصة، واستفادت من هذه الوضعية لسنوات خلت حتى أزكمت رائحتها الأنوف، وأصبحت محل حديث جميع المتداخلين في الميدان، في غياب أي مراقبة أو متابعة من لدن الجهات المعنية، الأمر الذي بات يطرح أكثر من علامة استفهام، فإلى متى سيبقى الوضع على ما هو عليه؟ ومتى سيتدخل أصحاب الحال لزجر مافيا اللحوم الحمراء؟