يبدو أن عملية شد الحبل بين بعض الجزارين بمدينة العيون وبين نظرائهم العشوائيين و بائعي إبل النحر لم تنته بعد، وهذا ما يؤكده الواقع الملموس لدى ساكنة العيون التي تعرف أن تسعيرة بيع لحم الإبل محددة في 65 درهما للكلغ الواحد، لكن المنافسة والندية بين بعض الجزارين من جهة وبين بائعي الإبل وتجار السوق السوداء من جهة أخرى جعلت الكيلو يتراوح ما بين 40 و 50درهما ، وهي أثمان أصبحت جد ملائمة وفي متناول مختلف الطبقات والشرائح الاجتماعية ذات الدخل المحدود رغم ما تحمله من مخاطر صحية بحكم عدم إخضاع بعضها للمراقبة الطبية البيطرية! لكن هذه المنافسة ، ومن خلال قراءتها من زاوية أخرى، يتبين أنها انعكست سلبا على بعض الجزارين أصحاب المحلات التجارية ، نظرا للفوضى التي أضحت تسود هذا القطاع رغم عدة محاولات قامت بها الجهات المسؤولة لكن بدون جدوى، مما دفع ببعض الجزارين لمزاولة مهنة شواء اللحم والكفتة وإعداد أكلة الطنجية على الطريقة المراكشية إلى جانب بيع لحوم الماعز ، وذلك بغية التخفيف من حدة الخسارة التي أصبحت تهددهم. وتُعزى أسباب هذا الارتباك ، حسب المتداول بين الرأي العام المحلي وكذا مهنيي القطاع، إلى انتشار ظاهرة النحر السري والعلني بالأحواش للإبل المهربة من دول الشرق والجنوب، وتزويد بعض المحلات بلحوم مجهولة المصدر أو المخصصة لسكان مخيمات الوحدة سابقا أ والمسروقة من طرف عصابات منظمة تجوب الفيافي بحثا عن رؤوس الإبل الضالة أو التي يغفل عنها الرعاة أو تلك التي تتعرض لحوادث السير ، إلى غير ذلك من التأويلات التي قد تكون في مجملها صائبة . فهل ستتحرك الجهات المسؤولة لحماية صحة المواطنين وكل المتضررين من هذه الفوضى بشكل عام ؟