ظل مشكل الذبيحة السرية لسنين عديدة، أمر يؤرق مضجع جزارة العيون، متسببا في مشاكل جمة، ترتب عن إفلاس العديد من محلات الجزارة، وأصبح معه قطاع اللحوم يعاني منافسة الذبيحة السرية التي تغرق الأسواق، إذ تشير المعطيات إلى أن هذه الأخيرة تغطي ما يقارب 70 في المائة من حاجيات المواطنين في المدينة، وهو الأمر الذي يهدد محلات الجزارة المرخص لهم وكذا صحة المواطنين. ويرى البعض من المهنيين أن السبب الرئيسي في تفشي هذه الظاهرة، هو توسيع هامش تداول " الرشوة " والتي تستفيد منها لوبيات تحظى بمباركة ودعم جهات مختلفة، يكون لها نصيب من ذلك. و هو الشيء الذي وحد الذبائح السرية في أسواق المدينة، منها التي تذبح داخل أحواش بمدينة العيون، وأخرى قادمة من مدن السمارة و بوجدور والداخلة، و لاتخضع للمراقبة بالحواجز الأمنية المتواجدة على طول الطرق الرئيسية الرابطة بين العيون والمدن المذكورة، مما يطرح أكثر من تساؤل. ويشكل سوق الرحيبة قبلة مفضلة للراغبين في اقتناء اللحوم الناتجة عن الذبيحة السرية. ولم تعد هذه الأخيرة تباع سرا، بل تطور إلى تثبت طاولات بسوق الرحيبة تستوعب عدد كبير من اللحوم الحمراء، أكثر مما يتواجد داخل محلات الجزارة القانونية. وأكدت مصادر مهنية على أن 70 في المائة من اللحوم المسوقة بمدينة العيون ناتجة عن الذبيحة السرية والسلطات عاجزة عن محاربتها، وطالبت المصادر ذاتها بضمانات ملموسة من السلطات المحلية وباقي المؤسسات التي يهمها الأمر تقضي بالحد النهائي من ظاهرة الذبح السري التي شردت جزارة يشتغلون بطرق قانونية، وأشارت مصادرنا أن السلطات تباشر حملات موسمية فقط، وهي حلول ترى نفس المصادر أنها ترقيعية، مضيفة أن الجزارة تضرروا كثيرا دون أن يتدخل أحد. حيث أن اللحوم غير المراقبة تباع على مسمع ومرأى من السلطات في أسواق وأحواش توجد بنفوذ المقاطعات الحضرية الثامنة والحادية عشرة والثانية عشرة والدائرة الحضرية الخامسة، وغيرها من المقاطعات الحضرية التي تتمركز بها أحواش ومحلات الذبيحة السرية. دون أن يتدخل مسؤولي هذه المقاطعات لمحاربتها. وفي الوقت الذي يسعى فيه المجلس البلدي للعيون إلى تأهيل قطاع اللحوم الحمراء، وتخصيص ميزانية مهمة من أجل تحسين العرض وجودة المنتوجات، تعتبر شريحة واسعة من المهنيين أن الوتيرة المتسارعة التي تغزو بها لحوم الذبيحة السرية مختلف ألأسواق ستشكل حجر عثرة أمام هذه الخطوات. ويرى المهنيون أن محاربة الذبيحة السرية يجب أن يكون أول خطوة في مسلسل تطوير القطاع، موضحين أن التحسنات التي عرفتها المجزرة البلدية، لن تكون لها نتائج ملموسة على أرض الواقع دون القيام بذلك.