أثارت محاولة الزعيم الليبي معمر القذافي اقناع عشرات الشابات باعتناق الاسلام خلال زيارة لايطاليا رد فعل غاضبا من وسائل الاعلام الايطالية يوم الاثنين. واتهم العديد من المعلقين رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني بالتضحية بالمباديء والكرامة من أجل العلاقات التجارية والاستثمارية مع ليبيا. ودعا القذافي مجموعة من الشابات يعملن لدى وكالة لتشغيل المضيفات لحضور لقاء في المركز الثقافي الليبي بروما يوم الاحد وحاول اقناعهن باعتناق الاسلام. وتساءلت صحيفة المساجيرو اليومية "ماذا كان يمكن أن يحدث اذا ذهب رئيس دولة اوروبي الى ليبيا او اي دولة اسلامية أخرى ودعا اي أحد الى اعتناق المسيحية؟ نعتقد أن هذا كان سيثير ردود فعل قوية جدا في انحاء العالم الاسلامي." وذكرت تقارير صحفية أن ثلاث نساء اعتنقن الاسلام لكن ما من سبيل للتحقق من صحة ذلك. وجاء الحدث الذي سيتكرر يوم الاثنين بعد حفل استقبال مماثل حضرته نحو 200 امرأة في زيارة سابقة للقذافي لروما العام الماضي. وازدهرت العلاقات بين ايطاليا وليبيا منذ اتفاق عام 2008 وافق فيه برلسكوني على سداد خمسة مليارات دولار كتعويضات عن حكم ايطاليا الاستعماري لليبيا في اوائل القرن العشرين. وايطاليا الان هي اكبر شريك تجاري لليبيا وتشتري معظم انتاجها من النفط والغاز. وليبيا ايضا من كبار المستثمرين في الاقتصاد الايطالي. لكن الكثير من المعلقين عبروا عن استيائهم. وقالت صحيفة لا ستامبا في افتتاحيتها "المصلحة الوطنية لا تبرر هذا ومن المؤكد أنها لا تطلب من احد الموافقة على استضافة أحداث هزلية بشعة." وعبر ساسة من حزب تحالف الشمال شريك برلسكوني في ائتلافه الحاكم عن قلقهم من حصة ليبيا البالغة 6.7 في المئة ببنك أوني كريديت أحد اكبر البنوك بالبلاد. ويتحدث كبار رجال الاعمال في ايطاليا بوجه عام بنبرة تأييد لسجل ليبيا كمستثمرة لكن علاقة برلسكوني الوثيقة مع القذافي أذكت الاتهامات ايضا بأن المصالح الاقتصادية طغت على كل المخاوف الاخرى. وركز ساسة معارضون على وجه الخصوص على اتفاق وافقت ليبيا بموجبه على تسلم المهاجرين غير الشرعيين الذين يحاولون الابحار الى ايطاليا من موانيها. ودعا الحزب الديمقراطي وينتمي ليسار الوسط برلسكوني الى الادلاء ببيان امام البرلمان بعد زيارة القذافي التي قال انها فرصة لطرح قضايا حقوق الانسان. ومن المقرر أن يجتمع الزعيمان في وقت لاحق من يوم الاثنين ضمن برنامج يشمل معرضا للتصوير الفوتوغرافي وعرضا للفروسية ومأدبة عشاء رسمية غير أن حالة من عدم التأكد أحاطت بتفاصيل برنامج زيارة القذافي. وثارت تكهنات بأن القذافي او مسؤولين مرافقين له سيلتقون برؤساء شركات او قيادات أخرى بقطاع الاعمال مع احتمال تبلور العديد من الصفقات في الطريق. وفضلا عن حصتها في أوني كريديت تملك ليبيا ايضا حصة في شركة ايني للنفط وعبرت عن رغبتها في المزيد بما في ذلك شركة اينيل للكهرباء. وفي ظل هذه الخلفية استسلم كثير من الايطاليين لسلوك القذافي. وقالت مارينا ميرني احدى سكان روما لرويترز "هذه هي بالضبط الاشياء الحمقاء التي يتفوه بها القذافي. يجب أن نقبل هذه النوعية من السلوكيات... انا مذهولة أننا نعامله كضيف شرف لكن الواضح أن هناك مصلحة اقتصادية."