لا حديث للشارع الوادنوني هده الأيام ألا عن تناقل خبر نزول المال مدرارا على كل من استطاع أن يقنع نفسه بالتنازل عن مطلب الشغل القار و الحصول على المبلغ المالي الذي استطاع عامل الإقليم أن يقدمه، للأفواه الجائعة، تحت شعار تعويض عن البطالة ; و للإشارة فهو تعويض غير رسمي فرضته سياقات الأحداث الجارية محليا و دوليا لأجل إخماد نار الاحتجاجات...؟ لتبرير اخد التعويض الهزيل الناس تقول أن ما وقع مثله مثل ظاهرة طبيعية تقع مرة واحده و لا تكرر و في ظل واقع محكوم بذهنية اغتنام الفرصة اقتنع جزء من المحتجين بالتوقيع للحصول على ما بين 250 درهما و 1000درهم ..؟ في الحقيقة يعتبر شعار التعويض عن البطالة شعار براق لكنه لا يكرس حقا بقدر ما يضع ترياقا مؤقة لمرض مزمن اسمه البطالة و الذي سرعان ما سيزول مفعوله لتظهر أعراض المرض من جديد... و توضيحا للفكرة ما قام به المسؤول الإقليم ليس ألا أجراء يهدف من ورائه أولا تامين فترة مهامه بالمنطقة لكي تمر بسلام. ثانيا هناك هدف أكثر أهمية وهو ضرب وحدة الحركات الاحتجاجية لكي لا تلتحم مع باقي الحركات المطالبة بالتغيير و محاربة الفساد لدا فهو يقوم بدور ألإطفائي لتامين المركب من الحريق..؟ و تحت ضغط الأحداث المحلية و الإقليمية والدولية خلق شروط مثالية تسمح بتدخل ألإطفائي حيث قام بخلق صراعات جانبية بين المقهورين من أبناء الشعب من خلال وعد المعطلين بالتعويض عن البطالة لتقف باقي الشرائح معبرة عن ذات المطلب و هنا سيقوم عامل الإقليم بمحاورة الجميع بهدف اللعب على تناقضات الجميع لخلق شرخ بينهم.؟ و باعتبار فئة المعطلين القوة القادرة على التأثير في مجريات الأحداث تمكن من خلال تكرار الحوار معها إلى شطرها إلى عدة اشطر و هكذا سنجد من قبل التعويض الهزيل عن البطالة و هناك من رفض و هناك من تسلل من الأبواب الخلفية لينال حصته مع الوعد الجازم بالتشغيل اعترافا بخدماته..؟؟؟ الوضع القائم دفع الشرائح المسحوقة إلى الخروج أمام مختلف الإدارات بالإقليم و على سبيل المثال شهدت جماعة افركط أحداث اجتماعية قوية و جماعة فاصك. أما جماعة أسرير شهدت هي الأخرى حركات احتجاجية غير مسبوقة لا من حيث عدد المحتجين أو جنسهم و لا من حيث المطالب المرفوعة و لمثير للانتباه الحضور المكتف للعنصر النسوي القادم من مختلف الدوائر بالجماعة. ما طرح علامة استفهام كبيره و عريضة حول التنمية البشرية و محاربة الهشاشة الاجتماعية ؟فخلال مختلف الحوارات ظل سؤال التنمية يطرح على بساط النقاش بشكل صريح آو ضمني لكن عامل الإقليم يتهرب و يخلق الأعذار ليبرهن أن برامج التنمية البشرية حققت أهدافها وكل محاور حاول أن يقدم دليلا على أخفاق تلك البرامج يجد عامل الإقليم ألف طريقة لإسكاته..؟ حماسه الزائد عن اللزوم في الدفاع عن البرامج التنموية بالإقليم كان سيكون له مصداقية لو لا انتفاضة السكان بالمدينة و الجماعات و التي أكدت بما لا يدع مجالا للشك أن البرامج التنموية لم تسعفهم في حاجياتهم اليومية...وهدا ما سيتأكد يوم 5مارس2011 لما عقد اجتماع لتوزيع بطائق الإنعاش الوطني المخصص للجماعات القروية و سيوقعه قياد و رؤساء الجماعات التالية: اسرير،فاصك،لقصابي تاكوست، افركط ،لبيار،الشاطئ الأبيض،تركاوساي،اباينو،رأس امليل،تيكليت،تيلوين اساكا، و يبقى هدا الحدث دليل كافيا؟؟ على أن العملية التنموية في شقها المتعلق بمحاربة الهشاشة الاجتماعية فشلت فشلا ذريعا بالمنطقة. و ألا بما سنفسر إقبال النساء و الشباب و المعوقين على التسجيل في لوائح التعويض عن البطالة بمبلغ في حدود (250درهما) في السنة؟؟؟ و يوجد من بين هؤلاء من دخل تجربة المشاريع و التعاونيات و الهجرة السرية ...؟الجواب هو أن الفقر و الحاجة دفع بهؤلاء للرضاء بالقليل بعدما يئسوا من شعارات المسؤولين حول التنمية ومحاربة الهشاشة فلو شملت إسقاطات البرامج التنموية كل الفئات ما وجد شخص واحد يشحذ دريهمات معدودة أمام أبواب المسؤولين.