ليس من قبيل الغرابة أن ينطوي هذا العنوان على مركب نحوي مستفز و مستدر للاسئلة ، فقد قيل قديما : لا تستغرب مادمت في المغرب . أجل ، لايستغرب المرء ما دامت الليالي الحبلى تأتي بكل غريب وعجيب .ومن الغرابة حقا أن يتبجح مسؤول حكومي وآخر نقابي بتحقيق انجاز تاريخي يهم مطالب أساتذة التعليم العالي ، والحال أن صدى احتجاج المحرومين من ولوج منتدى التدريس بالتعليم العالي من الدكاترة العاملين بالتعليم المدرسي لا يزال يتردد في الآفاق وساحات المعتصم دون مجيب... وقد يستبد بك الاستغراب حين تقرأ بالبوابة الرئيسة لوزارة التربية الوطنية المغربية بالخط الغليظ : نتائج الاختبار الأول برسم مباراة توظيف الدكاترة العاملين بالتعليم المدرسي – اطار أستاذ التعليم العالي مساعد. ولنا أن نسأل : متى مر هذا الامتحان الذي لم نستدعى له نحن الذين أودعنا ملفات تنوء بحملها الجمال ، تتضمن 5 نسخ ورقية من أطروحة الدكتوراه لا تقل النسخة الواحدة منها عن 500 نسخة ؟ ويا للعجب ، طلبت منا كل هذه النسخ ، وكأننا ازاء حمولة تقرير ويكيليكس مع اشتراط النسخ الورقية! أليس استخفافا بعقولنا أن تزعم وزارة التربية الوطنية أن انتقاء الملفات دون تحديد معايير شفافة مصرح بها للعموم هو الامتحان بعينه ،. أليس من مقتضيات الاختبار مثول الممتحن أمام لجنة الامتحان أو تحريره أجوبة عن أسئلة الامتحان ؟ وتزداد غرابتك ايها القارئ عندما تجد في قائمة المصطفين بالانتقاء عددا من أصحاب اتجاه معين .... أما أنت يا صاح ايها الدكتور الآتي من أقاصي الصحراء ، فو الله لو خرجت من جلدك ما عرفناك ، ولا اعترفت بك لجنة الانتقاء ... لك أن تسافر من كلميم حاضرة واد نون الى وجدة عروسة الشرق من أجل أن تودع ملفا للترشيح وتودعه الى الأبد ! هذه هي الجهوية واللامركزية في عرف ادارة تقول ولا تفعل الا قليلا ... انه لمن المؤسف أن نحرم حقنا في اجتياز الاختبارات لتوظيف الأساتذة الجامعيين لمجرد أن لجان الانتقاء لا تنطبق علينا معاييرها ، لا بكلية الآداب بفاس ولا بالمركز التربوي الجهوي بوجدة ، وكأن لعنة المعايير تلاحقنا من معايير المينورسو الى قرارات لجنة انتقاء الدكاترة التي نتمنى ان تخرج من غلس الغموض _ والليل يخفي الويل – الى فلق الوضوح – وقد بدا الصبح لكل ذي عينين . و لكم الحكم !