تعيش مدينة العيون مؤخرا على وقع المسيرات والوقفات الاحتجاجية التي يخوضها سكان المدينة، حيث خرج عدد من سكان حي العودة صبيحة يوم الاثنين في مسيرة احتجاجية انطلاقا من الساحة البيضاء بالحي ذاته، سيرا على الأقدام إلى مقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بشارع السمارة، وبها نظموا وقفة احتجاجية. وتزامن ذلك مع المسيرة التي نظمها سكان حي الوحدة نفوذ الدائرة الحضرية الرابعة، في اتجاه مقر النيابة الإقليمية للتعليم. وفي وخلال اليوم الموالي نظمت مجموعة من الأمهات اللواتي كن صحبة أبنائهن وقفة احتجاجية أمام نيابة التعليم بالعيون، رددن خلالها شعارات تطالب بحق أبنائهن في التعليم، منددين بتمادي نقابات التعليم في إضرابهم المفتوح عن العمل، مما يهدد المستقبل الدراسي للتلاميذ بسنة بيضاء. كما حملت شعارات التي رفعها التلاميذ المحتجين رفقة أمهاتهم عبارات من قبيل " مطالب الشغيلة التعليمية غير مشروعة " و " التلاميذ هاهما ..و الأساتذة فينهما ".ومطالبين بوضع حد لما أسموها بالمهزلة الواقعة في قطاع التعليم العمومي، من خلال التوقفات عن الدراسة أيام الأحداث التي عرفتها مدينة العيون، والإضرابات تعود من جديد لتعرقل مسار فلذات أكبادنا، فهل من متدخل لمعالجة هذا الوضع..؟ على وقع هذا التساؤل ختمت الأمهات وقفتهن أمام نيابة التعليم بالعيون. التي تشهد هي الأخرى اعتصام متواصل لنساء ورجال التعليم. وفي تصريح ل " صحراء بريس " أكدت إحدى الأمهات المحتجات أنه لا يعقل أن يستمر رجال التعليم في خوضهم لإضراب مفتوح، في الوقت الذي كنا نظن فيه بأنهم سيخوضون إضرابا لمدة يوم أو يومين، إذ تفجأنا بدخولهم الأسبوع الثاني في إضراب عن العمل وبالتالي فذلك يهدد مستقبل أبنائنا بسنة بيضاء، خاصة أن الامتحان الجهوي على الأبواب ، وما هي إلا شهور قليلة ليكون التلاميذ على موعد مع الامتحانات الوطنية، فماذا سيقدم التلميذ في هذه الامتحانات، طبعا الورقة البيضاء. ونحن تضيف المتحدثة ذاتها، لسنا ضد رجال التعليم بأن يطالبوا بحقوقهم، بل بالعكس نساندهم في ان يكون رجل التعليم متمتعا بحقوقه المشروعة، حتى نضمن لأبنائنا مستوى دراسي جيد، لكن على رجل التعليم أن يراعي كذلك مصلحة التلميذ التي هي فوق كل اعتبار، فلا يمكن أ استغلال التلميذ كورقة ضغط على الوزارة من أجل تحقيق ملف يعنى الشغيلة التعليمية. واستنكرت المتحدثة ذاتها، الإضرابات المتوالية التي تخوضها شغيلة التعليم بالمنطقة، مضيفة أن التلاميذ لم يدرسوا هذا الموسم بنفس وثيرة المواسم الدراسية السابقة، نظرا لتوقف الدراسة لمرات عديدة. في المقابل ترى المتحدثة أن مجموعة من رجال التعليم يضربون عن العمل في مؤسسات التعليم العمومي، ويدرسون في التعليم الخصوصي وفي الفترة المسائية تراهم يلقنون الساعات الإضافية. في المقابل علل " مصطفى بقادير " الكاتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالعيون، موقف المكاتب النقابية، بكون الشغيلة التعليمية تدخل يومها الثامن في إضراب مفتوح عن العمل، احتجاجا على عدم تفعيل اتفاقية 30 ابريل 2010، التي تحمل أربع مطالب التي تعتبر أساسية لرجال التعليم، دون أن تبدي الوزارة الوصية رغبتها في تصحيح الوضع، بعد تملصها من الاتفاق المبرم بينها وبين النقابات الأكثر تمثيلية والتي دعت إلى هذا الإضراب. نحن مع مطالب أمهات وأولياء أمور التلاميذ الذين يحتجون غيرة على مستقبل أبنائهم، ويخوضون وقفات إلى جانبنا وإن كنا لا نتفق معهم في الشعارات لكن نحييهم بحرارة على غيرتهم، فاحتجاجاتهم مشروعة لأنهم يدافعون عن حق أبنائهم في التعليم، الذين هم أبنائنا كذلك، يضيف النقابي عينه، وعلى الآباء والأمهات أن يتفهموا وضعنا، أمام تجاهل الوزارة الوصية لمطالب الشغيلة التعليمة وهي التي تتحمل مسؤولية الكارثة التي يتخبط فيها قطاع التعليم بالمنطقة.