مشاهد الفساد لا تتوقف، ويبدو أنها لن تتوقف، جراء التقاعس العمدى من الجهات الوصية وتنامى سطوة لوبيات العقار، وقدرتهم على شراء الذمم، بما ينذر بخطر سيقضى على الأخضر واليابس. نحن أمام واقعة تمثل حالة فريدة من جرائم السطو على الاراضي بمنطقة وادنون، واقعة تفتح الباب أمام المغامرين لدخول نادى أصحاب المليارات، عبر الاستيلاء بالطرق الملتوية على اراضي تقدر بمئات الملايين بأوراق «مزورة»، واستخدام كافة الطرق لتحفيظها وإعادة بيعها بمعاونة مسئولين فى المحافظة العقارية، تعمدوا إخفاء الحقائق، مقابل مبالغ مالية . الحكاية انطلقت من منطقة "بريغيت" بتلوين بإقليم كليميم، حيث ارض شاسعة غنية بمادة الرخام،تعد ملكيتها الى قبيلة المرابطين ، ممن كانوا يقيمون بها ، وهم اهل سيدي عبلا واهل بلحاج واهل واعزيز واهل محند اعلي. بدأت قصة السطو هذه بعدما تمكن مجموعة من الاشخاص من ابناء ذات القبيلة وهم " المرابط محمد" و"المرابط الحسين" و "البشير المرابط وشقيقه مبارك" و "بوڭدير الحسين" و"حسن الحضرمي" و "حسن الزردي" و"اسماعيل زيام" وسالم شوقي" و"فيلال الحسين وشقيقه محماد" حسب ما تحصلت عليه "صحراء بريس" من بيع جزء من الارض المذكورة مقابل عشرات الملايين من السنتيمات لكل من "بنڭا" و "بوفيم" دون موافقة من بقية الورثة ،ليقوم بقية الورثة بالاحتجاج والتهديد بإقامة دعاوى قضائية ضد مجموعة "فيلال والمرابط" تتضمن اتهامات بالاستيلاء على اراضي جموع عن طريق الاحتيال وتزوير أوراق الملكيات عبر أحد الوسطاء المعروفين. بعد الاحتجاج والتهديد باللجوء للقضاء حاولت المجموعة المذكورة استرضاء المحتجين فقط ،وذلك عبر منحهم جزء من الارض مقابل غض الطرف عن ما تم بيعه وقصد تسهيل عملية التحفيظ ومرورها دون تعرّض،تمهيداً لبيعها ،لكن المحتجين رفضوا وطالبوا بحقوقهم في ما بيع أولاً وإشراك كل الورثة دون استثناء(مئات الافراد)،وما زال الشدّ والجذب سيدا الموقف في غياب تام من اجهزة الدولة المعنية وتواطؤ مكشوف من المحافظة العقارية بمدينة تيزنيت لأنه لا يستطيع أى مسئول أن يصدر قرارا بتحفيظ ارض أو بيعها دون طلب من جميع الورثة. الحقيقة الساطعة أن السطو على الاراضي يتم بفعل فاعل وبمباركة مسؤولين نافذين بالمحافظة العقارية ومنتخبين فاسدين ،خاصة بإقليمي كليميم وتيزنيت حيث صارت الاراضي المتناثرة فى هذه المنطقة قبلة للمغامرين من رجال الأعمال ومافيا العقار. فهل يتحرك وزير العدل الجديد السيد " محمد أوجار" لوضع حد لهذا العبث والنصب بهذه المنطقة،خصوصاً أنه أظهر جدية واضحة بخصوص هذا الملف فور وصوله ؟