من قصص جحا أنه صعد ذات يوماً المنبر، و قال أيها الناس هل تعلمون ما أقول لكم؟ فقالوا:لا قال حيث أنكم لا تعلمون ما أقول فما الفائدة من الوعظ في الجهلة أمثالكم،ونزل عن المنبر. ثم صعد يوماً آخر على المنبر وقال:أيها الناس هل تعلمون ما أقول لكم قالوا:نعم قال:إذا كنتم تعلمون فما الفائدة من الوعظ فيكم، ونزل من فوق المنبر. ثم صعد يوم آخر وقال:أيها الناس أتعلمون ما أقول لكم؟. فقال بعضهم نعم و قال بعضهم لا فقال جحا:على الذين يعلمون أن يعلموا الذين لا يعلمون ونزل عن المنبر .!!!!(من روائع جحا) هناك تشابه يكاد يصل حد التطابق بين «جحا» ورئيس الحكومة بن كيران ، القصة كلها متشابهة من لحظة ظهور بن كيران الأولى، كبرلماني معارض، يحدثنا كثيراً عن سيطرة الفاسدين على دواليب الدولة ، ويشكو لنا أكثر من رواتب الوزراء والإسراف في الإنفاق، ويطرح خططاً أكثر وأكثر عن إنقاذ الدولة قبل أن تعصف بها رياح الربيع العربي وعن إمكانية العيش الكريم لكل المغاربة وفي ظروف جيدة، ويعلو بصوته وهو يتحدى فؤاد عالي الهمة والماجيدي والعماري بأن المغاربة لا يريدونهم ويكرهونهم وأنهم متيمون به وبحزبه فقط، كل هذا والأيام تمارس هوايتها المعتادة فى الدوران حتى وصل بن كيران لمقصورة قيادة المغرب لكن ليته ما وصل فلم يتحقق أمر واحد مما وعد المغاربة به، لا الفساد تمت محاربته ولا مؤسسات الدولة خرجت عن سيطرة الانتهازيين والمنتفعين، ولا القطاعات الحكومية تم تأهيلها، ولا المستوى المعيشي للمغاربة تحسن ، ولا حتى تركنا لحالنا فقد تفنن في إذلال المغاربة بصنوف من الضرائب والزيادات المتتالية،وتحول فعليا إلى خادم مطيع لصندوق النقد الدولي ولأسياده من تماسيح وعفاريت كما يحلو له تسميتهم،وأعلن عن شعاره المزلزل "عفا الله عما سلف" الذي يعد تطبيقاً عملياً لشعار "الجبناء في خدمة اللصوص". ما زال عبد الإله بن كيران يعيش على ذكريات معارك الكلام وفتحة الصدر أيام المعارضة فى مواجهة الحكومات، وتلك مرحلة ولّت، كان لا بد أن يتبعها مراحل أخر من وجود رؤية لبنكيران وشلته ومشروع حقيقي لمحاربة الفساد واستعادة السيطرة على مؤسسات الدولة، وتلك معارك تعلم أنت ويعلم هو ومن معه، أنه خسرها ،والدليل ما وصل إليه حال المغاربة ، وبين مدة ومدة تنشر الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي خبر مفاده أن مواطن احرق نفسه أو يهدد بإحراقها ، وفى كل قضية تجد سببها فاسد تجاوز صلاحياته أو متلاعب استهتر بالقانون،فأين محاربة الفساد ووضع حد لتجاوز القانون؟ . رغم كل ذلك يظن بن كيران فى نفسه أنه رئيس الحكومة القوى، وتلك هى النكتة التي جعلته يصل لمرتبة جحا مع فارق في التشبيه ،فجحا الشخصية التاريخية المشهورة طبعا للجميع لم يضع يده في جيبنا ولم يفرض نفسه علينا.. لم يتحمل رئيس الحكومة أن يخبره صناع القرار بالمغرب همساً بقرب انتهاء مهمته وإنهم لم يعودوا بحاجة لحماقاته ، كما لم يتحمل أن يخبره المواطنون بكارثية قراراته على المواطن البسيط وعلى صورة حزبه أمام الناس، ولم يتحمل سخرية نشطاء مواقع التواصل منه وهم يرون شخص يقول الكلام ونقيضه في ذات الوقت،فكان المفروض أن يتراجع ويعود لجادة الصواب لكن لم يفعل ،لقد ذهب إلى أبعد منطقة بعيدة عن العقل والمنطق، وشن هو ورجاله هجوماً على الدولة وعادوا لترديد اسطوانتهم بشكل ببغائي علّهم يستطيعون دغدغة مشاعر المغاربة، واللعب على كل الأوتار فرفعوا شعار "لن نقبل التحكم" و"المغاربة سيقومون بثورة إذا لم يعد بن كيران للحكومة " وأمعنوا في الحديث عن نظرية المؤامرة،وصلوا إلى مرحلة ابتزاز الدولة وتخويفها. هل رأيت من قبل انتهازية أكثر مما فعله بن كيران؟. قد يقول قائل أن في كلامي تحامل على رئيس الحكومة ودعم مبطن لغريمه العماري أو لجهة سياسية معينة،والحق وبدون لف ولا دوران،فالسيد العماري لم ولن يكون يوماً مبعوث العناية الإلهية لإنقاذ المغرب والمغاربة،وفي حالة تحققت التكهنات ووصل لرئاسة الحكومة فلا تستبعدوا أن يتحالف مع بن كيران،وعموما لن تتحسن الظروف الاجتماعية والاقتصادية للمغاربة في ظل قيادته،أللهم إذا كان هناك نية لمن بيدهم خيوط اللعبة لإظهاره في مظهر الرجل القوي الرفيق بالمواطن،أما عن دعم جهة سياسية معينة فأقول قولاً واحدا على أنني لم انتمي يوما لحزب سياسي ولا نقابة ولا أنتظم من داخل جماعة أو جمعية،وما اكتبه أو أقوله هو دفاع عن الحق كما أراه أنا. ختاماً، عبد الاله بن كيران، الذى فشل فى تحقيق وعوده الوردية للمغاربة ، ولم ينجح فى محاربة الفساد الذي ينخر جسم البلاد، ولم ينجح فى تمثيل الدولة وإعطاء صورة مشرفة عنها،لدرجة دفعت الملك لإرسال من يمثل المغرب في لقاءات بدل بن كيران ، أقل بكثير من أن يجلس فوق كرسى رئيس الحكومة، وبكل تأكيد هو أقل جداً من أن يطمع فى ولاية ثانية التي يخطط لها الآن، فإن كانت رئاسة الحكومة حلمه، فتحول هذا الحلم إلى واقع سيكون كابوساً على المغرب وشعبه. ختاماً،بن كيران وشلته يحاولون إشعل فتنة وخلق ظرف سياسي مرتبك حتى يتسنى لهم اللعب عليه ومقايضة الدولة لمنحهم ولاية ثانية.