حذرت مبادرة (بي دي آس) المغرب من أجل مقاطعة البضائع الإسرائيلية، المستثمرين والناشطين في السوق المالية المغربية من التعامل مع شركة “إتورو” الإسرائيلية. وقالت المبادرة في بيان توصلت، أن هذه الشركة التي وصفتها بالصهيونية، تحاول “إغراء الفاعلين في الأسواق المالية المغربية بوعود بأرباح طائلة في مضاربات مالية مختلفة لكنها تخفي ان الاموال المستثمرة في هذه العملية ستحول في الأخير الى البلد حيث مقر شركة إتورو (اي اسرائيل)، مشيرة الى أن تلك العائدات والمضاربات المالية ستصب في الأخير في اقتصاد اسرائيل. وأوضحت المبادرة أن تحويل تلك الأموال الى مقر الشركة سيمكن دولة الاحتلال من تداول جل تلك الأموال بما يعني حسب البيان المساهمة في توازن ميزان الأداء الخارجي وانعاش الضرائب وغيرها… ولفتت مبادرة “بي دي آس- المغرب” المنتمية للحركة العالمية (بي دي آس) من اجل مقاطعة البضائع الإسرائيلية وسحب الاستثمارات من الكيان الصهيوني و فرض العقوبات عليه، الأنظار بالقول أن الجميع يعلم “مدى الارتباط الوثيق الذي يجمع اقتصاد الدولة الصهيونية بنشاطها العسكري”. وتقوم شركة “اتورو” الاسرائيلية ومقرها تل أبيب، بزيارة عمل في المغرب حاليا، حيث برمجت ثلاث مؤتمرات في ثلاث مدن رئيسة بين شمال ووسط وجنوب المغرب. ودعت المبادرة رجال الأعمال والشركات المغربية الى عدم الاسهام في تمويل الاحتلال وتجهيزه العسكري. كما وجهت المبادرة التي يرأسها الناشط المغربي من ديانة يهودية، سيون أسيدون المناهض للتطبيع مع اسرائيل، دعوة الى مقاطعة هذه الشركة الصهيونية بالقول “لا تغتروا بأرباح مرتبطة بجرائم حرب و بجرائم ضد الانسانية. وأكدت المبادرة على رفضها هذه الخطوة التطبيعية مع الاقتصاد الاسرائيلي، معبرة عن شجبها مجهودات المدون المغربي المشهور أمين رغيب في العمل على تحريك هذه الخطوة التطبيعية، وفق ما جاء في البيان. وكتب المدون أمين رغيب المختص في التدوين حول تكنولوجيا المعلوماتية، على صفحته الرسمية أنه سيتواجد “كضيف شرف في دورة إيتورو يوم الجمعة في الدارالبيضاء بفندق ليدو الساعة الثالثة” بالتوقيت المحلي. وحري بالذكر أن أمين رغيب يعتبر من المدونين الأكثر تأثيرا في مجال الكتابة والتدوين عربيا، حول المستجدات التكنولوجية والمعلوماتية، وسبق أن توج من طرف شركات معلوماتية عالية، ويتابعه على فيسبوك أكثر من مليون و300 ألف، وتحضا قناته على يوتيوب بملايين المشاهدات. وانطلق أول مؤتمر ضمن الانشطة المبرمجة من قبل شركة “أوتورو” في أحد الفنادق الفخمة بطنجة (شمال المغرب)، يوم الثلاثاء الفارط، واليوم الخميس تكون الدارالبيضاء على موعد مع المؤتمر الثاني، فيما ينتظر أن يشهد قصر المؤتمرات بمراكش السبت القادم آخر جولة ترويجية للشركة، بحسب البرنامج الذي أعلن منظموا الجولة (ايتورو موروكو تور) في موقعها الالكتروني. وقبل خمسة أيام، وفي اطار احياء الذكرى 68 لنكبة فلسطين، دانت “الجمعية المغربية لحقوق الانسان، بشدة ما وصفته ب”تمادي الدولة المغربية في العمليات التطبيعية مع الكيان الصهيوني”، اذ أشارت الى أن وثيرة العمليات الاقتصادية بين المغرب واسرائيل عرفت ارتفاعا بشكل ملفت في الآونة الأخيرة. ومن جانبها، طالبت “الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب”، المغرب ايقاف كل أشكال تطبيع علاقاته السياسية والاقتصادية والثقافية والسياحية والرياضية مع الكيان الصهيوني، داعية الى التعجيل بإصدار قانون لتجريم التطبيع مع الصهاينة. وعرفت الشراكة بين المغرب واسرائيل في مجال المبادلات التجارية ارتفاعا في عهد الحكومة التي يقودها حزب “العدالة والتنمية” (اسلامي)، الشيء الذي جر انتقادات كثيرة للحزب الذي طالما عبر عن ميولاته القومية والاسلامية المعادية للتطبيع مع اسرائيل أثناء تواجده في صفوف المعارضة طيلة سنوات. وحسب موقع “المتسوق العربي” المتخصص في تتبع التقارير الاقتصادية والتجارية، فان المبادلات التجارية بين المغرب واسرائيل سجلت رقما قياسيا بلغ 140 بالمئة في 2015. و بلغت قيمة المعاملات التجارية البينية، حسب المركز الإسرائيلي للإحصاء، ما يناهز 31.7 مليون دولار، مقابل 13.2 مليون دولار في الفترة نفسها من العام المنصرم.