قراءتي لأرقام المبادلات التجارية المعلنة بسيطة، وهي استمرارية محاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني، سواء تضاعف أو لم يتضاعف، المهم هو الاستمرارية، واستمرار التطبيع مع الكيان الصهيوني يكشف أن المغرب لا يملك الشجاعة الأدبية لاتخاذ الموقف المناسب من الكيان الصهيوني. في الواقع إسرائيل تتوق بشكل كبير جدا إلى تطبيع العلاقات، وإحداث اختراقات في العلاقات الصهيونية العربية شيء حيوي جدا من الناحية النفسية للكيان الصهيوني، والواقع أن هناك نفاقا متبادلا بين الأنظمة العربية والكيان الصهيوني، لأن هناك هيمنة للمصالح الصهيونية في المنطقة، وإسرائيل تخاف جدا من تبعات الربيع العربي. اليوم نعيش مخاضا حقيقيا، و المغرب يخضع لضغوط أمريكية يمارسها لوبي صهيوني، ليحافظ على علاقاته مع إسرائيل، ليس على مستوى المبادلات التجارية فقط ، بل نجد أيضا تنامي السياحة الإسرائيلية في المغرب، نعم يستفيد المغرب منها ولكن الاستفادة كلها على حساب المبادئ والقيم التي يتبناها المغرب. لكن الحمد لله على المستوى الشعبي وهيآت المجتمع المدني هناك صمود ويقظة وليس هناك تطبيع مع الكيان الصهيوني. على مستوى السياسة الخارجية، الذي يتحكم فيها بالمغرب في الحقيقة ليست هي الحكومة، والمطلوب رصد وتتبع مظاهر التطبيع لأن ذلك مهم جدا، والإعلام المغربي يجب أن يظل بالمرصاد لكل المحاولات التطبيعية، ووجود ضغط داخلي ورصد ويقظة كفيل بوضع حد لهذا التطبيع الجزئي الذي يشهده المغرب.