السيدات والسادة ممثلات وممثلي وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة ، الوطنية والعربية والدولية ، بداية نحييكم ونرحب بكم ، ومن خلالكم نحيي كل شرفاء مهنة المتاعب ، وكل أبنائنا الصامدين على أرض فلسطين ، المستعدين للمزيد من أغلى التضحيات من أجل حقوقهم الثابتة في تحرير أرضهم وفي العودة إلى ديارهم وفي تقرير مصيرهم وبناء دولتهم على كامل ترابهم الوطني وحماية وتحرير مقدساتهم ، والوفاء لأرواح شهدائهم ولأسراهم في زنازن الاحتلال الصهيوني . هذا اللقاء مع وسائل الإعلام فرضته التطورات المتلاحقة والمتسارعة والخطيرة التي تتعلق بفلسطين ، وملامح المخطط الرهيب الذي يستهدف القضية الفلسطينية في جوهرها ، والذي بدأ الإعلان عنه من طرف الرئيس باراك أوباما في خطابه من القاهرة ، ثم تتالت فصوله وصولا إلى ما يتم التحضير له من " مبادرة سلام " جديدة ، تقوم أساسا على إلغاء حق العودة والتخلي عن المطالبة بتحرير القدس والقبول بالدولة العنصرية اليهودية الخالصة والإجهاز الكامل على ثقافة المقاومة وتعليق موضوع الأسرى. ويتم التحضير للقبول بالمبادرة المشؤومة من خلال العمل على تقزيم القضية الفلسطينية لتصبح كل القضية " تجميد مؤقت للاستيطان وفي رقعة محدودة " أي عندما لا يبقى من أراضى الضفة الغربية ما يستحق المصادرة يتكرم الإرهابي نتنياهو بالإعلان عن إيقاف الاستيطان وتكون الأهداف الفلسطينية قد تحققت . كما يستمر العمل على حصر القضية الفلسطينية في الأجزاء الخالية من المستوطنات بالضفة الغربية ، مع الإقرار التدريجي بكون القدس عاصمة أبدية للكيان الصهيوني وبوضع بعض الأماكن المقدسة تحت إشراف دولي ، وذلك من خلال السكوت عما يجري من عمل متواصل من أجل فرض واقع التهويد على الأرض وطرد المقدسيين والعزل الكامل للقدس عن محيطها الفلسطيني والإجهاز على المقدسات الإسلامية والمسيحية بها . كما تعمل المختبرات الصهيونية والأمريكية على محاولة محو محرقة غزة من الذاكرة ، بل وأن ينسى العالم أن المحرقة متواصلة باستمرار الحصار على غزة ، والذي يشكل جريمة إبادة جماعية وتطهير عرقي مستمرة . والأخطر في كل هذا هو أن هناك مع كامل الأسف ، سواء في الصف العربي أو في الصف الفلسطيني، من يساهم في التحضير لهذا المخطط الرهيب . ولعل أخطر ما جاء به أوباما هو أنه قلب كل المعادلات وتفوق بكثير على سابقه جورج بوش الابن ، حيث أصبح يطالب ويضغط ويعمل من أجل تطبيع عربي وإسلامي مع الكيان الصهيوني إذا قبل " تجميد الاستيطان " لمدة محددة وفي أماكن محددة بدعوى الضغط على الصهاينة ليقبلوا بحل الدولتين، وكأن الصهاينة لا يرغبون في التطبيع ، وليسوا هم الذين يجعلون التطبيع أولوية الأولويات حتى تسقط آخر أوراق الضغط عليهم ولا يبقى من وسيلة عربية لإرغامهم على التنازل عن أي شيء . أوباما إذن يضغط من أجل أن ينسى العرب والمسلمون القدس والأقصى. أوباما يضغط من أجل أن ينسى العرب والمسلمون وأحرار العالم محرقة غزة ويقبلوا باستمرارها . أوباما يضغط على العرب والمسلمين بأن ينسوا أكثر من 12 ألف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الصهيوني ، وبأن ينسوا شيئا اسمه حق العودة . بل إن أوباما يضغط على العرب والمسلمين أن ينسوا قضية اسمها فلسطين ، وبأن يعانقوا ويجالسوا ويطبعوا مع أعتى الإرهابيين في تاريخ الإنسانية ، وبأن يقبلوا سرطان الإرهاب في جسمهم . ومع كامل الأسف ، مرة أخرى يختار المغرب كبوابة للتطبيع يختار المغرب ومعه قطر وتونس وسلطنة عمان وربما آخرين ، حسب ما يروج في وسائل الإعلام الصهيونية والغربية لتنفيذ مخطط الاستسلام الكامل للمشروع الصهيوني ، وتعمل بعض الأطراف الفلسطينية على تسويق وتسويغ بنود هذا المخطط . ولعل الجميع لاحظ الهجمة غير المسبوقة للمطبعين ببلادنا . ولعل الجميع لاحظ سرعة تناسي البعض للجرائم الهمجية ضد أهل غزة وضد فلسطين عموما ، بل وسرعة تناسي تواصل الجرم بالحصار على غزة ، وصم الآذان عن نداءات كل المنظمات الإنسانية التي تعلن الكارثة ، البيئية والإنسانية فيها ، والتي تشكل تهديدا لحياة كل سكانها. كما لا شك أن البعض يحاول أن يتناسى أن ملك المغرب يرأس لجنة القدس التي تتعرض لأخطر فصول التهويد والإجهاز على هويتها وعلى مقدساتها الإسلامية والمسيحية ، والتي لا تدخل حتى في حساب المناطق المتصدق بالحديث عن تجميد الاستيطان فيها لمدة محددة. وهكذا، وبينما فوجئ المغاربة بمجلة صهيونية تباع في الأكشاك المغربية ، والتي اتضح أنها تسربت إلى الأسواق المغربية دون ترخيص ، لم تمر بضعة أيام حتى كشف النقاب عن تمور صهيونية تغزو بعض أسواق المغرب ، ثم بدأ تسريب أخبار عن ارتفاع المبادلات التجارية بين المغرب والكيان الصهيوني ، ثم أعلن عن المشاركة المدانة للملحق العسكري المغربي بواشنطن في حفل توديع الملحق العسكري الصهيوني ببيته ، ونشرت أخبار عن أن المغرب سوف يشارك في مناورات عسكرية ينظمها حلف الناتو بحضور عسكري صهيوني ، و تلى ذلك تسريب أنباء عن طريق وسائل الإعلام الصهيونية بأن المغرب قبل ، مع بعض الدول العربية ، فتح أجوائه لعبور الطائرات الصهيونية ، والسماح لمن يحملون أختاما إسرائيلية على جوازاتهم بالدخول إلى المغرب ، وأنه مستعد لفتح مكتب اتصال وإعادة العلاقات مع الصهاينة إذا جمدوا الاستيطان واستأنفت المفاوضات بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني . وأعلن الصهيوني بنشتريت رئيس الفيدارلية العالمية لليهود المغاربة أن وفدا إسرائيليا رفيع المستوى شمل أعضاء من الكنيست الإسرائيلي وزعماء من الجالية ، قام بزيارة للمغرب وأجرى لقاء على مستوى عال ، كما كشف عن ارتفاع نسبة السواح الصهاينة إلى المغرب . وفي خضم ذلك يعود عملاء المخابرات الإسرائيلية والأمريكية ممن يصرون على تلويث سمعة أبناء المغرب الأمازيغ بمد اليد للإرهاب الصهيوني والعمل على تنفيذ مخططه التطبيعي المقيت ، للإعلان من جديد عن تأسيس جمعية للصداقة الأمازيغية الصهيونية ، لم يجرؤوا حتى على الإعلان عن أسماء مؤسسيها ومسؤوليها ، لاقتناعهم بأن كل أبناء المغرب ، أيا كانت أعراقهم ودياناتهم ، منهم براء . وللحديث عن تنظيم لقاءات على أرض المغرب مع صهاينة تقطر أياديهم بدماء الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ فلسطين. إننا في مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني وفعاليات المؤتمرات الثلاث بالمغرب ، إذ نقدم نماذج عن المبادرات التطبيعية المحمومة ، ونشير إلى جزء من معاناة الشعب الفلسطيني البطل في غزةوالقدس وكامل التراب الفلسطيني : نؤكد من جديد وقوفنا غير المشروط إلى جانب الشعب الفلسطيني المحاصر، وتنديدنا الشديد باستمرار الحصار الإجرامي على غزة ، ومطالبتنا السلطات المصرية بالفتح الفوري والدائم وغير المشروط لمعبر رفح . ونحيي كل المبادرات العربية والإسلامية والدولية العاملة على كسر حصار غزة برا وبحرا ، ونناشد أبناء امتنا وأحرار العالم المزيد من التحرك ، وعلى مختلف الأصعدة ، من أجل إنهاء الحصار وإنقاذ أبناء غزة من الإبادة الجماعية . ننبه من جديد إلى ما تتعرض له القدس من إجهاز تدريجي ، لكن متواصل ، على المقدسات الإسلامية والمسيحية ، ومن محاولة لطمس الهوية العربية والإسلامية والمسيحية في القدس ، ومن عمل لا يتوقف من أجل تهويدها وتهجير أهلها وعزلها الكامل عن محيطها الفلسطيني ، ونحمل كل من له علاقة بحماية القدس ومقدساتها المسؤولية الكاملة عن أي تقصير أو تهاون في التصدي للجرائم الصهيونية في القدس ، سواء تعلق الأمر بلجنة القدس أو بالجامعة العربية أو منظمة المؤتمر الإسلامي أو غيرها من المنظمات العربية والإسلامية والإقليمية والدولية ذات الصلة. نؤكد قناعتنا الراسخة بأن مقاومة الاحتلال هي السبيل لتحرير فلسطينوالقدس . نؤكد إدانتنا وشجبنا لمختلف مبادرات التطبيع مع الصهاينة ، الرسمية وغير الرسمية المغربية والعربية والإسلامية ، وندعو الشعب المغربي وجماهير الأمة العربية والإسلامية إلى التصدي لكل أشكال التطبيع ، والى مقاطعة البضائع الصهيونية وفضح المطبعين . نتوجه إلى المسؤولين المغاربة مطالبين إياهم بوضع حد لكل ما تشيعه وسائل الإعلام الصهيونية وتتناقله عنها وسائل الإعلام الغربية ، وبالإعلان عن عدم صحة المشاركة في المناورات العسكرية للناتو إذا شارك فيها الكيان الصهيوني ، وبكذب ما قيل عن الاستعداد لفتح الأجواء المغربية أمام الخطوط الإسرائيلية ، وعدم صحة ما يروج عن الاستعداد لإعادة العلاقات مع الكيان الصهيوني على أي مستوى . ونذكر بأن الشعب المغربي أجمع على التصدي لمكتب الاتصال الصهيوني عندما فتح في المغرب وخاض معركة جماعية من أجل إغلاقه ، وقعت الاستجابة لها بالقرار الملكي بالإغلاق، وكان ذلك في عهد الإرهابي نتنياهو . وبأنه لم يتغير شيء منذ الإغلاق إلى الآن ، سوى محرقة غزة والإصرار على تهويد القدس والانتقال إلى الإعلان عن الدولة العنصرية اليهودية الخالصة . ونطالب المسؤولين المغاربة بالتصدي لكل المبادرات التطبيعية التي اعتبرها الشعب المغربي في مسيراته المليونية ، وفي كل المناسبات ، بأنها خيانة وطنية ، بل والتصدي بالحزم الضروري لكل المحاولات الرامية إلى زرع بذور الفتنة العرقية أو الطائفية بالمغرب . كما نطالب كل الأنظمة العربية بالمثل ، ونؤكد أن التطبيع أن يكون مع غزة ومع القدس ، وان الحصار يجب أن يرفع عن الشعب الفلسطيني وليس عن الكيان الصهيوني الذي يجب أن تستمر مقاطعته والعمل على إنهاء احتلاله لفلسطين . نؤكد أن قضية فلسطين لم تكن ولن تكون أبدا قضية الضفة وحدها أو غزة وحدها ، وأنها لم تكن ولن تكون مجرد تجميد للاستيطان ، قضية فلسطين هي قضية تحرير وقضية عودة وقضية إنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه كافة ومن تقرير مصيره وبناء دولته على كامل ترابه الوطني بعاصمتها القدس . إننا نريد محاكمتهم ، وهناك من يرغب في معانقتهم ، بل إن العالم الحر مصر على المضي قدما في طريق محاكمة الإرهابيين الصهاينة ، ومن يريد التطبيع معهم ، فإنما يعمل على مجازارتهم على جرائمهم وتشجيعهم على المزيد من الإجرام والإرهاب ، وعلى سحب آخر ورقة في يد النظام العربي والإسلامي لممارسة الضغط على الصهاينة ، مما يشكل تواطؤا بل وعدوانا يضع أصحابه في مواجهة الشعب المغربي والعربي والإسلامي . ومن أجل القدس وكسر الحصار عن غزة والتصدي لكل أشكال التطبيع ، تنظم الجمعية المغربية والمجموعة وفعاليات المؤتمرات الثلاث بالمغرب ثلاث فعاليات في كل من الدارالبيضاء ومراكش والرباط خلال شهر رمضان المبارك ، تفتح بالوقفة الحاشدة بساحة البريد بالرباط يوم الأربعاء 9 شتنبر 2009 على الساعة التاسعة والنصف ليلا. كما قررت تنظيم لقاءات مع القيادات السياسية والنقابية والجمعوية من أجل وضع الجميع أمام مسؤولياتهم في هذا الظرف العصيب من تاريخ أمتنا . الرباط في07/09/2009