طالبت مبادرة «بي دي إس المغرب « من أجل دعم الشعب الفلسطيني، التي يرأسها المغربي اليهودي، سيون أسيدون، رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران بمقاطعة جميع أشكال التطبيع مع إسرائيل. وجاء في الرسالة التي بعثتها «بي دي إس» إلى بنكيران أن مقاطعة إسرائيل «لا تتطلب توفر أي إمكانات غير الوفاء للاختيارات الأساسية والمبدئية لغالبية المواطنات والمواطنين المغاربة والمتمثلة في التضامن الملموس مع قضية فلسطين». وأكدت الرسالة الموجهة إلى بنكيران أن الحكومة المغربية ملزمة باحترام تعهداتها و«تطبيق قرارات قمة الخرطوم2006 التي دعت إلى مقاطعة شركتي «ألستوم» و»فيوليا» لضلوعهما في مشروع «تهويد» القدس». واستدلت الرسالة بما قامت به الحكومة السعودية في 2011 في هذا الصدد، حين» قامت باستبعاد شركة «ألستوم» من المنافسة على مشروع القطار السريع (تي جي في) الرابط بين مكةوالمدينة». وقال سيون أسيدون في اتصال ب»المساء» إن الحكومة السعودية اتخذت قرارا جريئا حينما استجابت لنداء السلطة الفلسطينية ومبادرة «بي دي إس» وأوقفت التعاقد مع شركة «ألستوم» بمبلغ ضخم قيمته 10 ملايير دولار لإنجاز «تي جي في» مكة- المدينة، وأسندت المشروع إلى شركة إسبانية، بعدما تأكد لها أن «ألستوم» متورطة في مشروع إنجاز الترام الرابط بين المستوطنات المحيطة بالقدس. مضيفا: «على حكومة بنكيران التسلح بنفس الجرأة والقطع مع «هذه الشركة وأمثالها». وقالت الرسالة إن دعوات المشاركة الموجهة إلى الوفود المغربية في التظاهرات الثقافية في إسرائيل «أصبحت أمرا شائعا ومساهما في تجميل الوجه البشع لعملية التطهير العرقي الصهيوني المتواصلة»، مضيفة أنه «في سنة 2010، رفع علم سداسية داود في أكادير، أثناء تظاهرة رياضية، شاركت فيها فرقة رياضية قادمة من الكيان الصهيوني. كما شكلت دعوة مجرمة الحرب تسيفي ليفني إلى طنجة عام 2006، في الوقت الذي أصدرت فيه محكمة في لندن مذكرة توقيف في حقها، استفزازا مهينا للشعب المغربي». وذكّرت الرسالة بنكيران بالمجالات التي مازالت تعرف استمرارا في العلاقات السياسية والدبلوماسية والتعاون العسكري، من قبيل شركة الملاحة الرسمية الإسرائيلية «تزيم» التي «تنقل لحساب المؤسسة الصهيونية أسلحة وأجهزة عسكرية تخدم مشروعها المتواصل في التطهير العرقي لفلسطين. وتدخل حاويات هذه الشركة إلى المغرب وتخرج منه كما لو كان بلدا مشاعا». كما تطرقت الرسالة إلى شركة الطيران الإسرائلية المعروفة باسم «العال»، وقالت إنها تنقل الأسلحة والمعدات الحربية لحساب الجيش الصهيوني، وأنها «حصلت على ترخيص لتحليق طائراتها المتجهة نحو أمريكا اللاتينية في الأجواء المغربية». ولم يفت الرسالة أن «تنبه» بنكيران إلى أن المبادلات بين المؤسسات الجامعية المغربية وبين المعاهد الأكاديمية الإسرائيلية «التي ثبتت مساهماتها في توفير حاجات الجيش الصهيوني الحربية»، أصبحت تتضاعف. وعلى المستوى الفلاحي، قالت الرسالة إن وزارة الفلاحة والإصلاح الزراعي في إسرائيل صادقت على استعمال البذور الإسرائيلية في المغرب منذ سنوات وتوزع أدوات الري الإسرائيلية بشكل كبير دون اعتبار للمداخيل التي توفرها مثل هذه التجارة للمؤسسة الصهيونية.