الظروف الاقتصادية والاجتماعية جعلت عدد من سكان المناطق الجنوبية يرحلون لما وراء البحار والمحيطات لتعلق قلوبهم باحلام لعلهم يجدوا في غربتهم ما يعوضهم عن حياتهم البائسة التي اصبحت شبيه بجدران خشبية قد ملئتها مسامير الفقر والعوز والبؤس .... لكن يظل الهم والاهمال وتحمل الأهوال والخوف هاجسا يلحق ويتتبع غالبية ابناء وادنون وعموم المغاربة حتى وان كانوا خارج الوطن ليس بسبب إهمال دول المهجر لكن بسبب إهمال ابناء البلد ذوي القربة ممن أوكل لهم الاهتمام بالجالية ويتقاضون اجورا عالية لخدمتهم ... فقد توصلت "صحراء بريس" بعدد من الشكايات من الجالية الوادنونية بدولة السويد يشتكون من خلالها تصرفات سفارتي المغرب في السويد والدنمارك واللتان لا تقومان بأي دور في رعاية ابناء الجالية المقيمين بهاتين الدولتين،حيث أن عدد مهم منهم لم يسجلوا ابناءهم المزدادون بمقر الاقامة بسبب بعد السفارة حيث يتطلب الانتقال مثلا من حدود دولة السويد مع الدنمارك(مالمو-هلسنبوغك-لانسكغونا) الى السفارة بالعاصمة ستوكهولم قطع مئات الكيلومترات ما يتطلب أخذ عطلة من العمل وهو الامر الغير متوفر دائما ينضاف الى هذا مصاريف مادية مهمة كان بالامكان الاستغناء عنها بالانتقال الى سفارة المغرب بكوبنهاجن والتي لا تبعد عن الحدود إلا ب20 كلم،لكن البيروقراطية والاهمال الرسمي من قبل القائمين على السفارتين وغياب التنسيق بين السفارات في دول السكندناف جعل عدد من ابناء الجالية لا يتسجلون في قوائم الحالة المدنية في وقت يصلهم جواز السفر الاجنبي عبر البريد والى محل إقامتهم دون حاجة الى التنقل الطويل أو غيره. وقال أحد ابناء الجالية بدولة السويد ل"صحراء بريس" أننا لا نريد مالاً ولا مكافئه أو خلافه من الامور التي قد تدخل في قضايا الاهتمام الخمس نجوم مثلما يحظى بها البعض،ما نتعطش له هو تسهيل اجراءات تسجيل ابناءنا في لوائح الحالة المدنية ،فنحن بإمكاننا الاكتفاء بجنسية السويد لكننا نريد الحفاظ على هوية ابناءنا ونتشبت بانتماءنا لوطننا وقد قدمنا شكايات لوزير الخارجية في هذا الصدد والتقينا بالوزير السابق سعد الدين العثماني بديار الهولندية لكن للاسف الشديد لا مجيب في ظل صمت مطبق لا نجد له تفسير سوى اننا كمغاربة ليس لنا نظام ولا دولة تهتم بنا.ويضيف أحد افراد الجالية في الدنمارك : لو نظرنا لكثير من بلدان العالم الاخرى وهي تقيم الدنيا وتقعدها لأي حادث يقع لأحد من مواطنيها وتسخر جميع امكانيتها المالية والقانونية والدبلوماسية لرفع الامر لمستويات عليا لتحفظ حقوق مواطنيها في الخارج ... دول عادية وليست عظمى، ولا ادري ما الفرق بينهم وبيننا ؟ لذا دائما نرى الفرحة العارمة لافراد الجالية وهم يحصلون على جنسيات بلد المهجر. جدير بالذكر أن ذات الامر ينسحب على عدد من الدول الاخرى التي يقيم بها افراد الجالية ،مما يجعل الاهتمام بهذا الامر ملح ويشكل اولوية بالنسبة للحفاظ على هوية ابناء الجالية من الضياع في ظل سياسة التغريب التي اغرقت العالم.