حذّر نور الدين مضيان، رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، من المخاطر التي تتهدد ملايين المغاربة من أفراد الجالية في الخارج، خاصة التحديات والمشاكل التي ترتبط بالهوية والعقيدة الإسلامية، مشيرا إلى أنه "لولا بعض الجهود الفردية والجماعية لضاعت الهوية والإنسية المغربية، ولولا الحس الديني لأعضاء الجالية لأصبحوا مسيحيين منذ زمان، فالوضع مأساوي وغامض بالنسبة للجالية". وأكد مضيان، لدى مناقشته أمس الخميس لمشروع قانون المالية للوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، أن "العدد التقديري لمغاربة العالم يبلغ 4.5 مليون، وتبلغ تحويلاتهم أكثر من 58 مليار درهم، وهي مبالغ مهمة تضاهي الدعم المخصص لصندوق المقاصة في المغرب"، لافتا إلى أنه "رغم ذلك لا تحظى هذه الشريحة بالاهتمام والعناية اللازمتين المحفزتين على الارتباط بأرض الوطن؛ من قبيل بناء المدارس، وتوفير أساتذة لتلقين العربية والأمازيغية والأمور الدينية، وبناء مراكز ثقافية في كل مدينة، وتوظيف موظفين من الجالية في مختلف سفارات بلد الإقامة، نظرا للمعاناة والصعوبات التواصلية التي يواجهونها بأراضي المهجر في التعامل مع موظفي هذه السفارات"، وفق تعبير مضيان. وتطرق النائب البرلماني إلى أهمية الكفاءات المغربية بأراضي المهجر التي يتم التطاول عليها ومطالبتها بالعطاء الوطني في جميع الميادين، بينما "لا تجد أي اهتمام من طرف الدولة المغربية، ومع ذلك فإننا نجدها تدافع بكل روح وطنية كلما تم النداء إليها"، مقترحا بأن "يتم تمثيل الجالية المغربية ب40 نائبا برلمانيا حتى يكون لهم أمل في البلاد، مقارنة بالارتفاع المتزايد لعددهم بدول الإقامةّ". وتابع مضيان مقترحاته بأن يتم تعيين السفراء والموظفين في السفارات من بين أبناء الجالية المغربية، باعتبار أنهم يتكلمون أكثر من لغة، الأمر الذي يجعلهم مؤهلين للعمل بالسفارات، وذلك تفاديا للمشاكل التي بسببها يقع النفور والتجنيس وقطع الروابط مع البلد الأم"، مطالبا بضرورة "التفكير في إستراتيجية مندمجة ومتكاملة تحفز الكفاءات على العودة إلى بلدانهم، خاصة أنهم يتقاضون أجورا أكثر من محترمة ببلدان الإقامة". وبعد أن نادى مضيان بإدراج اللغة العربية والأمازيغية في كل الدول الأوربية، كما هو الشأن في المغرب، أشار إلى أن العديد من الجمعيات لا يتم الاعتراف بها وتشتكي من الوضع الذي توجد عليه، خاصة أنها تضم فئة مثقفة جدا وأطر عليا لها تمثيليات مهمة في دول الإقامة"، مطالبا الوزارة الوصية بالانفتاح والتواصل مع هذه الجمعيات بالخارج، خاصة أنها صوت المغرب القوي في تلك البلدان، والمدافع الأول عن قضايا المغرب هناك، في الوقت الذي تكون فيه السفارات آخر من يعلم"، بحسب تعبير النائب الاستقلالي. ولم يفت المتحدث الإشارة إلى "معاناة الجالية المغربية في ظل الأزمة المالية العالمية خاصة في إسبانيا، التي تمنح للجالية 400 أورو شريطة عدم العودة لأرض الوطن، وفي حالة ثبوت عودتهم يسحب منهم جواز السفر"، وألح مضيان على "ضرورة الوقوف إلى جانب الجالية المتضررة من هذه الأزمة، وذلك بفتح صندوق للمساعدة والتأمين، قصد رد الاعتبار لهذه الفئة التي كانت تعتبر ثروة مهمة للمغرب عندما كانت تحول ملايير الدراهم إلى البلاد".