من اثنتين وأربعين دولة قَدِم عدد من مغاربة العالم إلى الرباط، للمشاركة في اللقاء التواصليّ الذي نظمته الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج، يوم أمس الاثنين بالرباط، في إطار الاحتفالات بعيد العرش، تحت عنوان "مغاربة العالم: رافعة للتنمية بالمغرب". مغاربة العالم المشاركون في اللقاء التواصلي حملوا معهم عددا من المشاكل التي يواجهونها، سواء في بلدان إقامتهم، أو داخل مكاتب الإدارة المغربية عندما يحلّون بالمغرب، وبسطوها أمام الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، عبد اللطيف معزوز، وأمام المسؤولين الحكوميين الذين حضروا اللقاء. أبرز المشاكل التي تواجه أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، والتي حملْتها تدخلّاتهم إلى المسؤولين الحكوميين، تمثلت في العراقيل الإدارية، والدعوة إلى مساعدة هيآت المجتمع المدني التي ينشؤها أفراد الجالية، والاهتمام بالشباب، الذي وُلد في بلدان المهجر. في هذا الإطار، طالب عبد العزيز، القادم من مدينة غرناطة الإسبانية الحكومة المغربية بأن تتدخّل "بشكل عميق ومكثف"، وترفع من اهتمامها بأبناء الجالية المغربية هناك، الذين تعتمد عليهم إسبانيا لتشبيب مجتمعها، والذين أدّت الأزمة الاقتصادية التي تضرب مملكة خوان كارلوس، يقول عبد العزيز، إلى تعميق مشكل الفشل الدراسي في صفوفهم، داعيا الحكومة إلى مساعدة الجالية المغربية المقيمة في إسبانيا على أن تكون فاعلة ومؤثرة، اقتصاديا وسياسيا، في ظلّ وجود ملفات مشتركة بين المغرب وإسبانيا. من روسيا حمَل زهير المطلب نفسه إلى المسؤولين الحكوميين الذين حضروا اللقاء التواصلي مع مغاربة العالم، إذا دعا إلى فتح مدارس مغربية في الديار الروسية، من أجل إبقاء صلة الوصْل بين الشباب المغربي المقيم هناك والوطن الأم، خصوصا، يضيف زهير، في ظل غياب أنشطة ثقافية مغربية، وهو ما يجعل أبناء الجالية المقيمة هناك يشعرون أنهم مهمّشون، ولا يفكّرون في العودة إلى أرض الوطن، كما دعا إلى مساعدة الجمعيات التي تعمل على جلب الاستثمارات إلى المغرب لتطوير عملها. تدخّل عمار، القادم من هولندا، حمل بدوره مطلب الاعتناء بشباب الجالية المغربية المقيمة في الخارج، حيث دعا الحكومة إلى نهج إستراتيجية مستقبلية واضحة تسنح للمغرب بالاستفادة من الكفاءات والأطر والطاقات المغربية بهولندا، خصوصا الشباب، على غرار السياسة التي تنهجها الحكومة التركية التي تستفيد من طاقاتها المقيمة في هولندا. عمّار طالب بإرسال "مفاوضين يفهمون كيف يتحاورون مع أفراد الجالية، خصوصا الجيل الحالي". العناية بشباب الجالية المغربية المقيمة بالخارج كان أيضا محور رياضي مغربي، وهو بطل في رياضة الكيك بوكسينك بإيطاليا، حيث تحدث عن غياب أيّ مبادرات من طرف الحكومة المغربية لدعم الرياضيين الشباب المغاربة المقيمين في إيطاليا، رغم أنهم يدافعون عن راية المغرب، مُلخّصا رسالته الموجّهة إلى الحكومة في جملة "بْغينا شي حاجة منكم". سُعاد، حملت بدورها سؤال همّ الشباب المغربي المقيم في المهجر إلى المسؤولين الحكوميين، حيث تحدثت بدورها عن وجود "تهميش يشعر به أفراد الجالية المغربية المقيمة بالسويد، في ظلّ إهمال الشباب، خصوصا منهم الرياضيون، مع أنّ منهم أبطالا متألقين، خصوصا في صفوف لاعبات كرة القدم، اللواتي يمارسن بالدوري السويدي الممتاز، واللواتي يحتاج المنتخب المغربي إلى الاستفادة من مؤهلاتهن"، تقول سعاد. فيما يخصّ المشاكل التي يواجهها أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، مع الإدارة المغربية أثناء إعداد وثائقهم داخل أرض الوطن، فقد جمعتها سيّدة جاءت من فرنسا في كلمات مقتضبة، قالت فيها إنها عانت من عراقيل كثيرة لدى مصالح وزارة العدل وإدارات أخرى، ثمّ حملت ظرفا يحتوي على وثائق واتجهت به صوبَ المسؤولين الحكوميين الجالسين على المنصّة. تسلّم عبد اللطيف معزوز الظرف وتأمّل للحظات الوثائق تحت أنظار السيدة المليئة بالرجاء، قبل أن تعود السيدة إلى مكانها ويحتفظ معزوز بالظرف، في انتظار حلّ ما لمشكلها، الذي ليس سوى قطرة "من بحر المشاكل" التي يتخبط فيها أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، والذين يرى كثير منهم أنّ الدولة لا ترى فيهم سوى "موردا للعملة الصعبة" ليس إلاّ.