عبَّرت مجموعة من فعاليات المجتمع المدني بهولندا عن تذمرها واستيائها من "الارتجالية والعشوائية التي اتَّسمَت بها الزيارات الروتينية والفلكلورية" للوزير المكلف بالجالية المغربية بالخارج عبد اللطيف معزوز إلى الديار الهولندية. ووصفت الفاعلة الجمعوية حنان الغزواني المقيمة بمدينة ألمير الهولندية، في اتصال هاتفي بجريدة هسبريس الالكترونية، زيارات الوزير بكونها زيارات تُوظَّف "لتلميع صورة أشخاص لهم وصاية وهمية على الجالية دون وجه حق ما يجعل تباهي الوزارة بتتبع أبناء المغرب في الخارج مجرد شعارات وأوهام"، مضيفة أن ذات الزيارة تكون مبنية على اللقاءات مع جمعيات أشباح في الوقت الذي يتم فيه تغييب وتهميش الجمعيات الوازنة والفاعلة وذات المصداقية لدى مغاربة المهجر". وزادت الفاعلة من داخل جمعية " belle events"، أن تشريحا دقيقا وتشخيصاً للواقع الحقيقي للمهاجر بهولندا يجعلنا نقف على صعوبات ومشاكل تُعانيها العائلات والأسر المغربية متمثلة في صعوبة الاندماج مع واقع المجتمع الهولندي، بالإضافة إلى إشكالية تفعيل مدونة الأحوال الشخصية وصُعوبة تطبيقها في بلاد المهجر؛ علاوة على تعرض النساء المغربيات للعنف وارتفاع نسبة الطلاق ما تجعل الأطفال يُواجهون مجموعة من المشاكل تدفع بهم إلى الارتِماء في أحضان مؤسسات حماية الأسرة والطفل هذه الأخيرة التي تعمل جاهدة على تنصيرهم بسرعة فائقة وطمس هويتهم الإسلامية. وانتقدت الغزواني، المساجد وما تَتخبَّطُ فيه من سوء تسيير وتدبير، معتبرة أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية لا تُمارس دورها المفترض في مجال التأطير الديني وتحصين أبناء الجالية المغربية من مخاطر التَّطرُّف والارتماء في أحضان الإرهاب بمختلف أشكاله؛ وفي هذا الغياب "إساءة بالغة لسمعة المغرب وأبنائه" تقول الفاعلة الجمعوية مضيفة "من هذا المنطلق نُلحُّ على أن تلعب وزارة الأوقاف بتنسيق مع الجمعيات المغربية بالمهجر أدواراً طلائعيَّة في هذا الصدد تحصيناً لأبنائنا وصيانتهم من كل أشكال الاستغلال الديني الذي تقوم به بعض التَّنظيمات المتطرفة، ولا أدلَّ من ذلك من كثرة المغاربة الذين قتلوا في سوريا قادمين إليها من الأراضي المنخفضة". المتحدثة سجَّلت بحسرة افتقار المغاربة بالخارج وهولندا تحديدا إلى أبسط وأقل دعم، معتبرة وأن المسؤولين بالقنصليات والسفارة المغربية بهولندا يبيعون الوهم للجالية المغربية المقيمة بالمهجر على اعتبار أن دولا أفقر من المغرب تولي بالغ الاهتمام بجاليتها بالخارج". وفي ذات الصدد، طالبت الغزواني بربط قنوات الحوار مع جميع الفعاليات والتعاطي برزانة ومسؤولية مع العراقيل والصعوبات والتحديات التي تواجد وتصادف الجالية المغربية بهولندا، مع ضرورة نسج علاقات إيجابية مع مكونات المجتمع المدني المغربي بكل أطيافه دون تهميش أو إقصاء مع التخلي عن الدعاية المجانية لأن الواقع أثبت أن هذه المجهودات نبقى محدودة؛ داعية الوزارة في ذات الآن إلى مقاربة تشاركية ديمقراطية تستجيب لملف المغاربة بديار المهجر وحقوقهم الني يضمنها ويخولها لهم الدستور وتثمين وتقوية دور أفراد الجالية في التنمية المستدامة.