1- افتتاحية : إن شهر الصيام بخيره وبركته،ليس شهر التوقف عن الأكل والشرب من طلوع الفجر، إلى غروب الشمس وفقط،بل هو في الحقيقة شهر للتدبر في ملكوت الله، وشكر نعمه. فهذه الأيام المعدودات عددا،الكثيرة أجرا،تعلمنا أشياء وجب استخدام العقل فيها، ووضعها في ميزان التمحيص، مما يجعل العبد يصل إلى ماهية هذه العبادة ، وهذا الموسم الذي اختص به الله خير أمة أخرجت للناس... 2- عبادة الليل،وعبادة النهار: خص الله عز وجل نهار هذا الشهر الفضيل بالصيام، وخص ليله بالقيام ،فكان الأمرين سببا للفوز بالجنان ، و مغفرة الرحمان...لكن ما بالك بأنصاف رجال ممن ينامون النهار، ويسهرون الليل في الفحش والحرام... !! ما بالك برجال صيامهم عادة ،ولا يزدادون من فضل الشهر إفادة... هم للحيوان أقرب من بني الإنسان، يعبدون الغرائز والأهواء ،ويعيشون عيشة البهيمية الهوجاء!! 3- حماة الخمور: في المدن الكبيرة،وفي الشهر الفضيل، وأنت تخرج من صلاة التراويح باتجاه منزلك، يستهويك في مكان ما رجال من ذوي العضلات المفتولة،وضخامة الاجسام... يقفون كالجدار المرصوص ،أمام أحد الأبواب المرصعة بماء الذهب ،إن من مهامهم المقدسة ،حماية الأعتاب الشريفة للحانات،خصوصا من نصف الليل الى طلوع الفجر. رجالنا أيها الافاضل لايعملون الا بالقانون، وبترخيص من السلطات...حماية الأرداف والنهود هي مهمتهم المقدسة،ودفع المتشردين وأصحاب الجيوب الفارغة والفضوليين... مهام لابد من القيام بها لكي تسمع فرقعات الكؤوس،والضحكات والتأوهات الساخنة... بتواز مع صوت الذكر في المسجد القريب،وصوت ترثيل القرآن يعلوا من مسجد آخر من بعيد...." أفلا يتدبرون ...أم على قلوب أقفالها..." 4- العقل والإلحاد... !! لا يجب سب "الملحد" ولا تكفيره، فهو يشهد" أن لا إله" وبذلك يكون "نصف مسلم"... الأجدر أن نعلمه النصف الآخر " إلا الله" بالحلم والعلم والتدبر. ...إنه إنما استخدم عقله ليصل إلى الخلاصة الأولى، فلنستخدم عقولنا لنريه طريق العقيدة الحقة، فيربط الأولى بالثانية. ...لنكن على خلق عظيم كرسولنا نسير على منهج العقل كما أمرنا ربنا...."أفلا يتفكرون"،"أفلا يتدبرون"،"أفلا يعقلون"..... ان تكون سببا للعتق من النيران بفعلك وحلمك خير لك من العداوة والقتل والهمجية. .. " !! 5- العشر الخاتمة: " إنما الأعمال بالخواتم"، وفيها يعتق العبد من النيران وإن أساء في الأولى ، فباب الله مفتوح ،أقرب إلى حبل الوريد، وللمسيء الرحمة والتوبة والغفران إن عاد وأناب،فكان الشهر فضيلا برحمة الله وحلمه،كريما بالخير والأجر والثواب، وموسما للإنابة إلى الله بالطاعات، مؤمنا متدبرا عابدا له حق عبادته،" وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين..."