غريبة سياساتنا غرابة سياسيينا " الشعبويين"،هي أقرب ما تكون إلى ذلك الذي باع القرد وضحك على من اشتراه... !! غريبة أفعال وزرائنا، وعجيبة قراراتهم واستنتاجاتهم في كل قضية من القضايا،من تحميل السبب والنتيجة في كل مرة لمن لا ناقة له ولا جمل، في كل حادثة من الحوادث؛لا لشيء إلا لأنه الحلقة الأضعف... !! ومن نوادر سياسيينا ، ما يصلنا من أخبارهم الشخصية والحميمية... اللهم لا حسد ،إن كان الهدف من زواج الوزير بالوزيرة ، توريث الوزارة بالنسل ،كما تورث بركة العلم للسابع من الولد كما يقولون، وهو قول يحتمل الخطأ والصواب ؟!! ولأنه ليس هناك من مستحيل في بلد العجائب ؛فلا بأس في إطار مباركتنا لزواج الوزيرة بالوزير ،أو الوزير بالوزيرة ،أن ندعو لهما بالبنين والبنات ، الذين بلا شك سيترعرعون وهم من أهل ذاك النسل الوزاري المقدس... ؟! ولأن زواج الوزير من عدمه، لا يفيد المواطن البسيط في شيء ، فإن تلك الجعجعة المثارة حول الموضوع، لا تعدوا أن تكون بضاعة من بضائع تجارة الوهم،وأسلوبا من أساليبها التي جعلت من السياسة نفسها سلعة مهترئة.... !! ولأنهم يبيعون الوهم ، فليس غريبا أن يدعوا البعض من سياسيينا " المبجلون" إلى تشريع زراعة وبيع الكيف مثلا ، تحث مسميات مختلفة ،في بلد يحكمه أمير المؤمنين ... !! الغريب أن يكون المأمورون بحماية أبنائنا من خطر المخدرات و الإدمان هم أنفسهم أول من يدعوا هؤلاء إلى تخدير العقل وكبح قدراته ،وهم يتبجحون بحب الوطن ،وهم أول الناقمين منه ومن أهله ..... !! وليس غريبا بالمطلق ،أن نسمع من أفواههم كلاما لا يستسيغه العقل والمنطق ،مادام العدو الأول لتجارتهم المربحة، هو ذلك العقل نفسه الذي يعملون جاهدين على إقصائه واتهامه بالخيانة العظمى ... !! تزدهر تجارة الوهم ، في كل موسم ومناسبة، فيصبح المواطن، في كل مرة تلك الحلقة الضعيفة التي يسهل إما كسرها أو استبدالها، وربما استخدامها لغرض في نفس يعقوب ... ؟! فتعقد باسمه التجمعات والتظاهرات والمأدبات هنا وهناك... وباسمه يصنع الوهم ويباع ... !! وباسمه تتسع تجارته التي صارت جزءا من ثقافة عامة شائعة في المجتمع، لا تخترقها المراكز العلمية ولا وسائل الإعلام ، بل بالمقابل تساهم في تتبيث قواعدها ونصرة أباطرتها ... ؟! إن المواطن البسيط مستعد لتقبل كل ما يقدمه له باعة الوهم بسهولة... يضطر في كل مرة إلى أن يلغي عقله نهائياً، ويعتمد على عقولهم الخبيثة وعلى ألسنتهم السليطة ، منتظرا أشباه حلول يقدمونها ، تلك الحلول التي في الحقيقة ليست إلا رأسمال تجارة الوهم...العجيب أيضا أن معظم التجار يربطون بضاعتهم بأفق ديني ... يلبسون لها ما الدين منه براء... يدعونك في كل مرة باسم المشروع الإسلامي، الذي هم في الحقيقة بعيدون عنه... !! يبيعون لك قدرتهم على تحقيق التغيير المنشود، و أن بيدهم عصا موسى، وفي جعبتهم حكمة "حمو رابي "؛وأنت لا تعلم بأنك وقعت في شباكهم وخدرت عقلك بالأحلام والتمني، فصرت في واد ،وأهدافك في واد آخر ... إنهم يبيعون" الوهم " بكل بساطة ؟؟ فيكثر النعيق والنهيق في كل مناسبة وفي كل استحقاق ،وعلى كل شاشة وجريدة صفراء.... نعم لقد أصبح المواطن عبدا لهم، قابعا في شباك تجارة الوهم. كثير من بائعي الوهم الصغار، الذين لا حظ لهم على الشاشات والمنابر المختلفة، تجدهم دوما عند خروجك من باب المسجد هدفهم كسابقيهم ،في تغييب العقل و تنمية التفكير الخرافي ، فالكبار يستعرضون مشاريعهم التي لا يحققون منها شيء، وكل رأسمالها ذلك اللسان السليط...أما زملاؤهم – بائعي الوهم الصغار- فيستعرضون مزايا عقارهم السحري الذي لا يضاهيه شيئ في الفعالية والفحولة... !! هم كذابون أفاكون كسابقيهم يبيعون الوهم في كل مرة ليغيبوا عقلك ،ليسرقوا جيوبك...