شهد المستشفى الجهوي لكلميم بحر الأسبوع الحالي كارثة طبية تتجلى حيثياتها باقتراف الممرض الرئيسي بالنيابة خطأ جسيماً في تطهير غرف العمليات ، حيث بدل أن يستعمل المحلول الخاص بتطهير غرف العمليات والعناية المركزة المعترف به في الأوساط الإستشفائية لهذا الغرض والذي يستعمل بكافة المستشفيات على الصعيد الوطني، قام باستعمال مادة الفورمول في تطهير تلك الغرف ، والذي يعتبر من المواد السامة والخطيرة على صحة الإنسان حتى لو أخذت أو تم التعرض له بكميات قليلة جداً ، فمادة الفورمول تعد من المواد المتسرطنة من الدرجة الأولى، كما أنه محلول معروف للإستعمال في تعقيم وتنظيف الأدوات والمعدات الجراحية فقط وليس لتطهير غرف العمليات؛ ويجب التعامل مع محلول الفورمول بحذر شديد ولا يجب إطلاقا التهاون في استعماله تحت أي مبرر كان. هذا المحلول الخطير تم استعماله بالمستشفى الجهوي بكلميم بكل من غرفة العمليات الخاصة بالولادة وغرفة العمليات المتعددة الإختصاصات، هذه الأخيرة الذي توقف العمل بها لمدة يومين متتالين في بحر هذا الأسبوع قصد معالجة الأضرار الجسيمة التي لحقت وقد تلحق بالمرضى المرتفقين قصد العلاج. الأمر الخطير أن غرفة العمليات الخاصة بالولادة لم يتم إغلاقها من أجل اتخاذ التدابير الوقائية من تأثير هذا المحلول الخطير ، وذلك نظراً للضغط الذي تعرفه هذه الغرفة من جراء تدافق حالات النساء المقبلات على الولادة ، حيث تم فقط اللجوء لتطهيرها من محلول الفورمول بوسائل عادية من خلال غسلها بمواد التنظيف المنزلية وفتح نوافذها للتهوية وفقط. وحسب مصادر خاصة ؛ فإن مدير المستشفى قام باستدعاء الضابطة القضائية لفتح تحقيق في النازلة ، غير أن بعض اللوبيات داخل هذا المرفق الحيوي حالت دون أخد القانون لمجراه الطبيعي وقامت بلملمة الموضوع حماية لمصالحها الخاصة. كما لا يخفى على الجميع أن المستشفى الجهوي بكلميم يعرف فساداً مستشريا وسوءا في تدبير الموارد البشرية ونقصاً حاداً في الخدمات الصحية. مما يطرح تساؤلاً عريضا ، عن من له المصلحة في وقف التحقيق ضدا على صحة المواطنين.