أصيب العشرات من المواطنين بتسممات، ناتجة عن الاستعمال السيئ لمادة "كريزيل"، الذي اعتادت الكثير من الأسر المغربية على استعماله في تنظيف بيوتها حسب ما توصل إليه المركز الوطني للوقاية من التسممات، خلال الثلاثة أشهر الأولى من السنة الجارية. وقالت مصادر طبية، ل"المغربية"، إن أغلب ظروف التسمم بواسطة هذه المادة، كانت إما قصدية، لأجل توظيفها في الانتحار، أو بالخطأ، من قبيل شرب المادة من قبل أطفال وأشخاص، يشكون اضطرابا عقليا. ونتجت هذه التسممات عن ابتلاع محلول المنتوج، ما تطلب إدخال المصابين إلى المستشفيات، لإسعافهم بواسطة غسيل الأمعاء، بعد إصابتهم في الجهاز الهضمي، بينما تضرر منه آخرون في العيون، بعد تسرب قطرات إليها، أو في جلد الأطراف السفلى أو العليا، فضلا عن تعرض المصابين لمشاكل في الجهاز التنفسي، بعد الإفراط في استعماله دون حماية، وداخل فضاءات مغلقة. وأفادت المصادر أن مادة كريزيل لها العديد من الخصائص، منها أنه منظف، يقضي على الجراثيم ويبيد الفطريات بنسبة تصل إلى 99 في المائة، إلا أنه موجه للاستعمال في المجال البيطري، ولتنظيف محيط البيوت في العالم القروي، ولتنظيف المراحيض العمومية، والمرائب والمخازن والأسطح، شريطة احترام شروط دقيقة في الاستعمال. وأشارت المصادر إلى أن استعمال هذه المادة تجاوز النطاق المحدد له، إذ تستعمله العديد من الأسر في تنظيف بيوتها، سيما أن رائحته المميزة تساعد على الولوج إلى الفضاءات، بعد تنظيفها. وأكدت المصادر أن مكونات "كريزيل" مواد شديدة الامتصاص من قبل الجلد، كما تتسرب داخل الجسم عن طريق الاستنشاق، أو عبر المسالك الهضمية والمعوية، لأنه يتكون من مواد فينولية تسمح بالتآكل، وقد تصيب الأشخاص بمشاكل في عضلة القلب، أو في الجهاز الهضمي، كما قد تؤثر على عمل الكلي والكبد، وتعرض العين لتقرحات. وشددت المصادر على أهمية اتخاذ السبل الوقائية ضد مخاطر هذه المادة، وتفادي استعمالها في تنظيف البيت ما أمكن، والحيلولة دون جعلها في متناول الأطفال، مع الحرص على شفط المكان المستعمل فيه بماء وافر، مع الحرص على ضمان التهوية، وتغطية المناطق الجلدية عند استعماله. وينصح بزيارة الطبيب عند التعرض لقطرات من هذه المادة في العين، وتجنب دفع المريض إلى التقيؤ عند تجرعه لها، مع نقله على وجه السرعة إلى الطبيب.