سجل المركز المغربي للوقاية من التسممات تعرض 5 آلاف و826 شخصا لتسممات بواسطة منظفات البيت، في الفترة من 1980 و إلى 2008 ما يمثل 8.5 في المائة من مجموع التسممات المسجلة خلال هذه الفترة، أغلبها رصد في المجال الحضري، بنسبة 91.5 في المائة من الحالات، و 96.8 في المائة منها في المنازل. وأبرزت الدراسة أن 76.1 في المائة من الحالات كانت حوادث عرضية، بينما كان 23.9 في المائة منها اختيارية، مثل حالات الرغبة في الانتحار، وهي الأكثر حدوثا وسط فئة الإناث. وخلف هذا النوع من التسممات وفاة 1.7 في المائة من الحالات، بينما تماثل للشفاء 0.2 في المائة، حسب دراسة ميدانية، أجراها المركز الوطني للوقاية من التسممات، خلال الفترة بين 1980 و2008. وتشكل المواد المستعملة في إصلاح اختناقات المجاري في البيت (المرحاض، أو حوض الحمام، أو المغسل)، السبب الأول للوفيات المسجلة بسبب هذه التسممات في المغرب، يليها استعمال ماء جافيل، الذي اعتبر أكثر مواد التنظيف تسببا في التسممات بالبيوت المغربية، بنسبة 65.1 في المائة من الحالات، تليه المواد الخاصة بمحاربة اختناق المجاري (32.2 في المائة). وتظل الوفيات الناتجة عن هذا النوع من التسممات مرتفعة مقارنة بما هو مسجل في دول أوروبية، إذ سجل مركز التسممات في مدينة ليل الفرنسية وفاتين، 5 آلاف و622 حالة، من بين 45 ألفا و707 حالات تسمم، حسب خلاصات الدراسة المذكورة، بينما تعتبر التصريحات بالإصابة أقل مما هو مسجل في دول أخرى. ووقعت هذه التسممات بنسبة أعلى في منطقة تادلة أزيلال، 3.3 في المائة كل 100 ألف نسمة، متبوعة بجهة سلا زمور زعير. والنساء أكثر تعرضا لهذه الحوادث (52.7 في المائة من الإصابات). وتعد التسممات بواسطة مواد التنظيف من بين أولى مسببات التسممات العارضة في المنزل، وخامس مسبب للتسمم عموما في المغرب، وتحدث بشكل كبير وسط الأطفال بين سنة و4 سنوات، بنسبة 75.4 في المائة من مجموع الحالات المصابة، بسبب إهمال هذه المواد الخطرة في أماكن في متناول الأطفال، بينما يتعرض لها الأكبر سنا بسبب عدم اتخاذهم الاحتياطات الضرورية في الاستعمال، أو شربها عن طريق الخطأ بعد وضعها في قارورات خاصة بمشروبات مائية أو غازية، وهي الفئة الأكثر إصابة بنسبة 40.5 في المائة. وأوضحت مصادر من المركز الوطني للوقاية من التسممات، ل"المغربية"، أن من مظاهر الإهمال المرتكبة في المغرب، استعمال ماء جافيل مجهول المصدر والمكونات (جافيل العبار)، أو استعمال نوع يفوق 12 درجة مائوية خاص باستعمالات خارج البيت، أو إضافة ماء جافيل إلى مواد أخرى، مثل ماء النار (الما القاطع)، فينتج عنهما غاز سام، يصعد إلى الهواء على شكل بخار، يؤثر على القصبات الهوائية، ويصيب المتعرض له، مع مرور الوقت، بحساسية تنفسية ومشاكل جلدية. وحذرت المصادر من استعمال ماء جافيل مجهول التركيبة في تنظيف الخضر أو الفواكه أو إضافتها إلى الماء، مع إمكانية استعمال قطرات قليلة من ماء جافيل معروف المصدر، والمحدد في 12 درجة، في حوض تنظيف الفواكه. وأبرزت الدراسة أن أعراض الإصابة بهذه التسممات ظهرت على شكل مضاعفات في الجهاز الهضمي والأمعاء، بنسبة 46.4 في المائة، متبوعة بالتهابات الجهاز التنفسي، بنسبة 23.6 في المائة، والتهابات الجلد (12.2 في المائة)، واضطرابات في الجهاز البصري (8.7 في المائة).