في الوقت الذي زحفت فيه مئات رؤوس الاغنام والماعز على مختلف مناطق دائرة انزي, لم تجد شكاوي المواطنين أذنا صاغية لاستغاثتهم واضطروا الى مصارعة الزمن لجني محصول الاركان الذي يشكل اخر مورد طبيعي للكسب بعد انهيار الانشطة الزراعية بالمنطقة. وستكون لهذه العملية آثار سلبية على المنظومة البيئية برمتها، لأن الوقت الطبيعي لجني الاركان هو فصل الصيف عند اكتمال النمو وتساقط الحبوب الصفراء تلقائيا، وليس فصل الربيع الذي لا تزال فيه الشجرة في طور الازهار واخراج الثمار الخضراء مع كل ما يرتبط بهذه الفترة من تبادلات مع باقي مكونات المجال. وقد جرت العادة ان يتم خلال هذه الفترة تفعيل الاعراف المحلية المنظمة لعملية الرعي/ تايسا / حيث ترحل قطعان الماشية نحو مراعي بعيدة على مجال الاركان (( انقرضت ظاهرة الترحال لدى الساكنة المحلية جراء التغيرات السوسيواقتصادية التي نقلتها من الترحال الى الهجرة نحو المدن او الاستقرار لممارسة انشطة اخرى )) على ان يفتح موسم الرعي مباشرة بعد جني الاركان الى حدود موسم الحرث بداية اكتوبر. وقد تعالت اصوات الاذانة والاستنكار من طرف الساكنة المحلية عبر كل الوسائل والمنابر، كما بادرت بعض الدواوير لوضع علامات .. ورغم هذه المجزرة البيئية لازالت مصالح المياه والغابات التي، خنقت المنطقة بمحميات الخنزير و بمراسيم التحديد الغابوي بدعوى الحفاظ على المجال الطبيعي والغابوي، في مو قف المتفرج حيال ما يجري، فيما تتابع باقي المصالح مشهد الزحف من بعيد ولسان حالها يقول : العين بصيرة واليد قصيرة.