سيدي الزعيم ، بداية، أعترف أنني لم أحترم البروتوكول الاعتيادي في تعامل الناس معكم وأعترف أن رسالتي تحمل جرأة زائدة، فأرجوكم سيدي الزعيم تبعا لذلك أن تقبلوا هذه الرسالة من مجرد امرأة اختلفت مع الزعيم. سيدي الزعيم، قبل أن تكون زعيما فأنت مناضل تقدمي ووزير سابق كرس حياته للدفاع عن مشروع مجتمعي آمن به الى جانب الكثيرات والكثيرين من رفاقكم ومنهم من مات شهيدا دفاعا عن فكرة آمن بها أيضا من أجل هذا الوطن. عذرا سيدي الزعيم، اننا نحترم اختياراتكم السياسية ونحترم مواقفكم الشجاعة ولا يمكننا الا أن ندافع عن حقكم في التعبير عن أفكاركم و مواقفكم التي تناضلون من أجلها،ونحيي فيكم، سيدي الزعيم، مواقفكم التاريخية التي وقفتم فيها الى جانب حقوق المرأة والقضية الامازيغية. لكن سيدي الزعيم، لا أستوعب كيف أخطأتم في حق رمز من رموز نضالنا كنساء سوس بصفة خاصة ورمزا من رموز القضية الامازيغية عندما أشرتم ولو بشكل غير مباشر الى المناضلة والفنانة فاطمة تبعمرانت وبشكل يحمل جرعة من السخرية والتصغير والاستهزاء..وهي المرأة التي تحمل مشعل " أوال، أكال، أمان ". هل تعلم، سيدي الزعيم، أن فاطمة تبعمرانت قبل أن تدخل الى قبتكم البرلمانية كرست حياتها لنضال لم تعرفوه ولن تعرفوه أبدا.لقد كرست حياتها من أجل نشر قيم المساواة والعدل والعمل في أعالي الجبال وفي المناطق الامازيغية المهمشة، حيث تغيب حتى تغطية المدياع. سيدي الزعيم، لقد كرست تلك المرأة حياتها لتغني وتوضح وتفسر للبسطاء معنى الهوية والوطن والأرض. لقد وضحت لأمهاتنا معنى التاريخ والجذور ورفعت من درجة وعي الشباب والشابات لنرى اليوم جيلا جديدا يفتخر بأمازيغيته و وطنه. تبعمرانت دافعت عن الأرملة واليتيم،دافعت عن الملكية والوحدة الترابية وبلغت رسالتها لمن لم يفهم أبدا لغة برلمانكم. يكفيكم أن التاريخ سيذكر يوما أنها لم تلج مدارس الدولة،عاشت يتيمة وتجرأت أن تقف أمام البرلمان وتطرح سؤالا بالأمازيغية دون خجل لتذكركم وتذكر من معكم أن هناك من النساء من لها جرأة تستمد قوتها من تجربتها الشخصية ومعيشها اليومي.
سيدي الزعيم، لو كنتم تعرفون الحب الذي يحمله أهل سوس لتلك المرأة لما تكلمتم عنها الا بفخر ولن تذكروها الا كما يذكر الناس رموزهم وأسيادهم. انها المرأة التي يعرفها الجميع،وقد يناديها البعض بالرايسة فاطمة وهناك من يناديها "ابا فاطم" احتراما لمكانتها وحبا لها وتقديرا لمكانتها في قلوبهم. هل تعلمون، سيدي الزعيم، أن عجوزا بكت يوم اقتراع 2011 بكاء شديدا فقط لأنها لم تستطع التصويت عليها بسبب مرض ألم بها يومها واعتقدت بدلك أنها لم تقدم خدمة لفنانة قديرة كانت تعتبرها من بناتهاحيث ظلت تلك العجوز تتابع جلساتكم كل يوم أربعاء لترى تبعمرانت جالسة بينكم وهي تحس بفخر كبير، لا لشيء الا لأنها أضحت تعلم بأنه صار لها من يمثلها في مجلسكم الموقر. سيدي الزعيم، من حقكم انتقاد من شئتم من المنتخبين والمنتخبات. ونحن نعي أن مدينتنا الصغيرة تضم نساء لا يظهرن إلا في الحفلاتالرسمية حيث يجلسن في الصف الأول لعل مصور الحفل يجود عليهن بصورة مع صديق الزعيم أو مندوب ذلك القطاع أو رئيس ذلك المجلس دون أن تكون لهن جرأة فاطمة تبعمرانت ولا تاريخ نضال تبعمرانت. سيدي الزعيم، لا أحمل لكم حقدا و لا كراهية حتى وان أخطأتم في حق رمز من رموز قضيتنا لأنك لست الأول ولا آخر من سيفعل ذلك، فنحن ندري أن فنانتنا أكبر من مجرد برلمانية.انها ملكة في قلوبنا ومعلمة لأمهاتنا وأبنائنا وهي التي تخاطب الشباب دائما بأبنائها الذين رضعوا من شعرها حب هذه الأرض، حب افريقيا وحب الأمازيغية. ككل شخص ناجح، دخل الى قلوب الناس وككل صناع التاريخ، لتلك المرأة أعداء، أعداء النجاح.فكيف لا يكون أعداء لامرأة يتيمة دخلت قلوب الجميع بشعرها واحساسها و صدقها ؟ سيدي الزعيم، قد لا أتفق مع الاختيارات السياسية لتلك المرأة، لكنني أعترف لها بمكانتها كامرأة صنعت لها مكانا بشكل عصامي قد يشكل نموذجا ومثالا لكل امرأة طموحة. كيف ستدخل النساء عالم السياسة المظلم اذا لم تكن تحترم من طرف الزعماء مثلكم.واذا كان شخصها هدفا لنقدكم وسخريتكم،بعيدا عن مواقفها السياسية والقضايا التي تدافع عنها. سيدي الزعيم، نحن نعرف مناضلي ومناضلات حزبكم، قد نتفق معهم وقد لا نتفق.لكننا نحترمهم وان كان من بينهن من يسيء اليكم والى العمل الحزبي بشكل أو بآخر، لكننا نحترم الجميع ولا ننقص من قيمة أحد لأننا نؤمن بالأفكار لا بالأشخاص.
سيدي الزعيم، لقد أخطأتم ونتفهمكم فهل لكم الجرأة لتعتذروا عن اساءتكم ؟ لأن استهزاءكم اساءة لحزبكم ولمناضليكم من النساء والرجال ولا أعتقد أنهم سعداء بما قلتم. وختاما، سيدي الزعيم، تقول الفنانة فاطمة تباعمرانت مخاطبة السياسيين : Igh gig illassiàrigakghtasanek àawenaghakneàawn a njjenjmtawurinnegh
بمعنى : " اذا كنت تحمل هم ثقافتنا فساعدنا، نساعدك لننجح جميعا "