من المنتظر أن تستقطب مدينة تيزنيت، منتصف شهر دجنبر المقبل، أمازيغ جهة سوس ماسة درعة المتواجدين في جميع أقطاب العالم، وبالتالي ستكون تيزنيت مرة أخرى محجا لمئات الزائرين والوفود وتخلق الحدث على مستوى الوطني، ويأتي هذا اللقاء بعد مرور ثلاث سنوات عن الربيع الديمقراطي بشمال إفريقيا، الذي رافقته آمال وتطلعات ملايين الأمازيغ في دول ديمقراطية، تقر كافة الحقوق الأمازيغية وفي مقدمتها اللغوية والثقافية، غير أن أمد انتظار التغيير المأمول قد طال، بل ثمة إرادة في عدد من بلدان شمال إفريقيا تتطلع للتأسيس لدول ديكتاتورية جديدة تفرض التهميش والعنصرية والتمييز ضد الأمازيغ، وخير دليل على ذلك غياب أي ترسيم عملي للأمازيغية في المغرب، وإسقاط الحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية في الحوار حول دساتير بقية بلدان تمازغا التي عرفت ثورات شعارها العريض كان هو الديمقراطية وحقوق الإنسان، وارتباطا به نعلن للرأي العام الأمازيغي والدولي بخصوص المغرب ما يلي: - نعبر عن خيبة أمالنا من تراجع الحكومة والدولة المغربية عن تفعيل ما تم الالتزام به إبان حركة شباب عشرين فبراير سنة 2011، والتنصيص عليه في الدستور المغربي من كون اللغة الأمازيغية لغة رسمية لكل المغاربة، وهو الأمر الذي لم يتم إلى حدود الآن تجسيده بشكل فعلي، فرغم مرور أزيد من سنتين لا زال ترسيم الأمازيغية يقتصر على عبارة في الدستور بقيت بلا تنفيذ من قبل مختلف القطاعات الوزارية ومؤسسات الدولة التي كان من المفترض أن تتخذ قرارات وتسن قوانين من بينها القانون التنظيمي لتفعيل ترسيم الأمازيغية، وفي نفس الإطار نسجل غيابا كليا لأي نقاش حول تفعيل الجهوية الموسعة التي يمكن إقرارها من تحقيق طموحات مجموع جهات المغرب في التمتع بنوع من الحكم الذاتي. - بإستثنائنا بعد القرارات الرمزية والشكلية، فإننا لا زلنا نسجل استمرار التمييز والعنصرية ضد الأمازيغية والأمازيغ بالمغرب، من خلال التماطل في تفعيل الأمازيغية كلغة رسمية لأزيد من سنتين، واستمرار منع الأسماء الأمازيغية، واستمرار منع استعمال الأمازيغية كتابة وشفاهيا داخل مختلف مؤسسات الدولة المغربية وعلى رأسها البرلمان المغربي، هذا الأخير الذي أصدر منذ أزيد من سنة قرارا بمنع الحديث بالأمازيغية، كما نسجل غياب أي تقدم فيما يتعلق بتعليم الأمازيغية، وإدماج الأمازيغية في الإعلام، بالإضافة إلى استمرار تخريج أفواج من العاطلين في التخصصات الأمازيغية، كما نسجل استمرار التمييز في مجال دعم الدولة الممنوح للسينما والفن والجمعيات والجرائد و الثقافة الأمازيغية. - نندد باستمرار مجموعة من الأطراف السياسية في شن هجومات إعلامية عنصرية ضد الأمازيغ، بدل المبادرة بالعمل على طي صفحات عقود من الإضطهاد والعنصرية ضد كل ما هو أمازيغي بالمغرب، مع العمل على سن تمييز إيجابي لصالح اللغة والثقافة الأمازيغيتين تعويضا عن أزيد من نصف قرن من محاولات الإبادة. - نعتبر حصيلة الحكومة المغربية إلى حدود الان فيما يتعلق بالأمازيغية سلبية، كما سجلنا في عهدها قرارات عنصرية وممارسات تميزية وقمع غير مسبوق ضد الأمازيغ. - ندعوا كل الأمازيغ بالمغرب إلى الوعي بخطورة التحولات التي تحدث بالمغرب، مع إعطاء الأولوية لإقرار الحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية، عبر الإنخراط في مبادرة المليون توقيع لتفعيل ترسيم الأمازيغية بالمغرب، والعمل على خلق تكتل أمازيغي قوي مع الأطراف المناسبة، لمواجهة كل الواقفين ضد أي إنصاف للأمازيغ والأمازيغية. إن التجمع العالمي الأمازيغي إذ يورد ما هو أعلاه، إنما ليؤكد على أن لا تطور ملحوظ في واقع الأمازيغ بمختلف بلدان تمازغا (شمال إفريقيا)، وهو ما يجعل الأمازيغ أمام تحديات كبرى ودقيقة تحول دونهم وحقوقهم، في هذه المرحلة الخطيرة والتاريخية التي تزامنت واستعدادنا لعقد المؤتمر السابع لأمازيغ العالم من طرف منظمة التجمع العالمي الأمازيغي، والذي اخترنا أن تكون دورته هذه بجهة سوس الكبير في مدينة تيزنيت بالمغرب وذلك أيام 13 و14 و15 ديسمبر 2013-2963.