دعت الجامعة الوطنية لضباط وبحارة الصيد بأعالي البحار جميع البحارة إلى المشاركة بكثافة في الوقفة الإحتجاجية المزمع تنظيمها أمام مقر الوزارة الوصية لقطاع الصيد البحري بالرباط بدءا من يوم الثلاثاء 24 شتنبر الجاري على الساعة التاسعة صباحا. وحسب بيان النقابة الذي توصل الموقع تيزبريس بنسخة منه، فإنه نظرا للطبيعة الإستعجالية للمشاكل الإجتماعية التي يعاني منها بحارة و ضباط الصيد من تفش مريع لظاهرة البطالة في صفوفهم و التي خلقت مظاهر متعددة من بينها استفحال ظاهرة الرشوة من أجل الحصول على منصب على متن بواخر الصيد، و تنصل بعض الشركات من تطبيق مرسوم 1961 الخاص بمغربة الأطر وانعدام أدنى شروط الأمن و السلامة على متن البواخر التي أصبحت كتلا من الحديد و الصدأ العائم فوق الماء، في غياب كلي لأطقم السلامة أثناء الراحة البيولوجية، وغير ذلك من أوجه الذل و الإستعباد، فإن النقابة تجد نفسها مضطرة إلى الاحتجاج. وأضاف البيان أن النقابة راسلت مرارا وزير الفلاحة و الصيد البحري حول إجراء الحوار القطاعي الذي تبنته الحكومة من أجل إيجاد حل لمختلف المشاكل التي يتخبط فيها قطاع الصيد البحري و تهدر فيها كرامة البحار الذي عانى و لا يزال يعاني الأمرين جراء تكالب الإدارة التي من المفترض أن تكون في صف البحارة المقهورين و بعض الشركات العاملة بالقطاع و التي أصبحت فوق القانون بدون حسيب و لا رقيب، لكن دون جدوى. وأضافت المركزية النقابية أن الوزارة الوصية فاجأت البحارة، الأسبوع الماضي، بقرارها الجائر المحدد لتاريخ بدء رحلة الصيد دون مراعاة للجانب الإجتماعي المتمثل في احترام شعائر المسلمين التعبدية المتمثلة في عيد الفطر و عيد الأضحى، لذلك فإن البحارة لم يسمح لهم بإنهاء فترة الصيد في الرحلة الماضية إلا بعد مرور عيد الفطر بيومين و المطلوب منهم الآن أن يغادروا إلى البحر قبل عيد الأضحى بأربعة أيام في خرق سافر لأدنى شروط الراحة النفسية للبحارة وذويهم. كما جاء في بيان النقابة " لقد طفح الكيل و لم يعد للبحار المغربي أي وزن على الإطلاق، و أصبح مستهدفا من قبل الجميع في رزقه وراحته، و أصبح المطلوب منه العمل كالآلة دون احترام إنسانيته و كرامته، و قد آن الأوان بعد هذه المسيرة الطويلة من القمع و الإضطهاد أن يقول البحار المغربي كلمته و ينتفض ضد كل ممارسات الذل و العبودية التي فرضت عليه من الإدارة و أرباب البواخر و بعض سماسرة الميناء الذين تجاوزهم التاريخ و بانت حقيقتهم في خضم الأحداث التي عاشها ميناء أكادير في الأشهر الماضية."