من المفردات المتداولة لدينا في اللهجة الجرارية ذات الصلة بما نعيشه هذه الأيام من ارتفاع ملحوظ ومحسوس في درجة الحرارة ، نجد: الصهد والهيف. وهما كلمتان غارقتان في الفصاحة. فالصهد هو شدة الحر. ورد في المعاجم: صهَدته الشَّمسُ و صهَده الحَرُّ اشتدَّ وحمي عليه، أصابه وأحرقه. والصَّيْهَدُ: شِدَّةُ الحَرِّ؛ قَالَ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ الْهُذَلِيُّ: فأَوْرَدَها فَيْحُ نَجْمِ الفُرُوعِ، … مِنْ صَيْهَدِ الصَّيفِ، بَردَ الشَّمَالِ قَال مُزاحِمٌ العُقَيْلي: إِذا عَرَضَتْ مَجْهُولة صَيْهَدِيَّةٌ، … مَخُوفٌ رَدَاها مِنْ سَرابٍ ومِغْوَل أما الهيف فهو الريح الحارة. ورد في المعاجم: هَافَ ورَقُ الشَّجَرِ يَهِيف: سَقَطَ. والهَيْفُ والهُوف: رِيحٌ حارَّة. وَقيل الْهَيْفُ كُلُّ رِيحٍ ذاتِ سَمُوم تُعَطِّش الْمَالَ وتُيَبِّس الرّطْب؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: وصَوَّحَ البَقْلَ نأْآجٌ تَجِيء بِهِ … هَيْفٌ يَمانِيةٌ، فِي مَرِّها نَكَبُ وهَافَ واسْتَهَافَ: أَصابته الهَيْفُ فَعَطِش. يقال وَجَدَ وَلَدَهُ هَائِفًا، أي وجده شَدِيدَ الْعَطَشِ. قال ثَعْلَبٌ: تَقَدَّمْتهنّ عَلَى مِرْجَمٍ … يلُوكُ اللِّجامَ، إِذَا مَا اسْتَهَافَا. وقال شاعر: إذا احتسى يوم هجير هائف … غرور بديّاتها الخوائف وهن يطوين على التكالف …بالسيف أحيانا وبالتقاذف. ألم أقل لكم إننا فصحاء ولا ندري. إلى اللقاء في حلقة قادمة بحول الله مع لغتنا الجرارية الجميلة.