محمد السيك كثير من الأصداقاء بأولاد جرار أو غيرهم ممن ينحدرون من مختلف مناطق المغرب يتساءلون عن بعض الألفاظ التي تختص بها اللهجة العربية الجرارية دون غيرها ، أقصد قبيلة أولاد جرار المتواجدة بنواحي إقليمتزنيت، أهي عربية فصيحة؟ وقد اجتمع لدي منها العشرات، بل المئات، يدعي البعض ممن يسخرون من مستعملي وناطقي اللهجة الجرارية أنها غريبة عن القاموس العربي الفصيح أو العربي العامي مما درجت عليه ألسنة أهل الغرب « الدارالبيضاء، الرباط، القنيطرة …». مساهمة مني في إزالة هذا اللبس وتشجيع أبناء المنطقة على مواصلة استعمال هذه الألفاظ بكل حماسة وفخر واعتزاز، وحفاظا على هذا الموروث الثقافي الفريد بالمملكة المغربية الشريفة. سأعرض على القارئ الكريم جملة من هذه الألفاظ والكلمات، وسأحاول شرحها لفظا لفظا مبينا نصيب كل واحدة منها من الفصاحة، مستندا في ذلك على المعاجم والمصادر العربية الأصيلة والحديثة، راجيا من كل قارئ إبداء رأيه بما يفيد تطوير هذا العمل ونشره على أوسع نطاق. غول(بفتح الغين ووضع السكون على الواو واللام)، وهي تستعمل عندنا في أولاد جرار لمطالبة المخاطب بالإسراع في المشي أو لحثه على المبادرة للقيام بفعل ما على وجه السرعة، ومرادفها في باقي اللهجات المغربية « سربي» أو « تيقن» أو « يا الله.. يا الله». ورد في لسان العرب: أَرض تَغْتال المَشْيَ أَي لا يَسْتَبين فيها المشي من بُعْدها وسعتها. وقال العجاج: بَلْدَةٍ بعيدةِ النِّياطِ مَجْهولةٍ تَغْتالُ خَطْوَ الخاطي. وقال ابن خالويه: أَرض ذات غَوْل بعيدة وإِن كانت في مَرْأَى العين قريبة. ويقال كنت أُغاوِل حاجة لي أَي أُبادِرُها. وفي حديث عَمّار أَنه أَوْجَز في الصلاة وقال إِني كنت أُغاوِلُ حاجةً لي. وقال أَبو عمرو المُغاوَلة المُبادَرة في السير وغيره، قال وأَصل هذا من الغَوْل بالفتح وهو البعد، وفي قوله عز وجل « لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون» إشارة إلى معنى ذهاب العقول والإسراع نحو الممات، قال أَبو عبيدة الغَوْل أَن تَغْتال عقولَهم وأَنشد وما زالت الخمر تَغْتالُنا وتذهَبُ بالأَوَّلِ الأَوَّلِ أَي توصِّل إِلينا شرًّا وتُعْدمنا. يقال هوَّن الله عليك غَوْل هذا الطريق والغَوْل أَيضاً من الشيء يَغُولك يذهب بك وفي حديث الإِفْك: بعدما نزلوا مُغاوِلين أَي مُبْعِدين في السَّير، وفي حديث قيس بن عاصم كنت أُغاوِلُهم في الجاهلية أَي أُبادِرهم بالغارة والشرّ والمِغْوَل حديدة تجعل في السوط فيكون لها غِلافاً تستعمل في حث الدواب على السير أوفي اغتيال الخصم والإجهاز عليه بسرعة. «يتبع»