نافح عميد الأدب المغربي والمستشار الملكي عباس الجراري عن الأدب المغربي في جلسة تكريمية أقيمت على شرفه في الندوة العلمية والأدبية حول موضوع الأدب بالجنوب المغربي في القرن 14 الهجري، نظمها فريق البحث في التراث السوسي التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير بتعاون مع المجلس البلدي لتيزنيت والمجلس القروي لجماعة الركادة أولاد جرار، وقال الجراري تثمينا لموضوع الندوة إنه ناضل «منذ 40 سنة ليكون لهذا الأدب مكان بالجامعة المغربية، من خلال الاهتمام بكتبه وأدبائه وشعرائه»، وحينها «كان ينظر إلى رغبته نظرة غير سليمة» إلا أن توالي الأيام والسنون، يضيف الجيراري، جعلتني أقتنع بأهمية هذا الأدب السوسي لما يتميز به من أصالة متجددة». وأثنى الجراري على أدباء سوس والصحراء مؤكدا انبهاره بقريحتهم قائلا «إنه إذا ذكر الشِّعر في المغرب ذكر سوس في الطليعة ومعه الصحراء، فأهله يقولون الشعر كما يتنفسون الهواء». ودعا عباس الجراري إلى العناية بهذا الأدب ونفض الغبار عما يكتنزه سوس والصحراء منه. وربط المستشار الجراري موضوع الندوة العلمية بمشروع الجهوية الموسعة فقال «إن الجهوية الموسعة التي تطرحها السياسة اليوم ستتقوى بالإبداع الثقافي والفكري والأدبي والفني لكل جهات المملكة»، وهذا حسب المتحدث «ما يزيده كباحث وأستاذ للأدب تمسكا بالمنهج الذي قاوم من أجله قبل 40 سنة». يذكر أن تكريم الأديب عباس الجراري بتيزنيت وتنظيم الندوة العلمية على شرفه، يعود إلى رغبة المنظمين في ربط المحتفى به بأصوله الجرارية بالمنطقة والتذكير بعطاءاته الكبيرة وطنيا وعربيا ودوليا في المجالات الموسوعية في الآداب والعلوم الإنسانية. فأقيمت في إطار فعاليات هذا التكريم أربع جلسات علمية تدارست تباعا مواضيع الأسرة الجرارية العالمة أصولها وأعلامها وعطاءاتها، والدراسات الجامعية والشعر العربي الفصيح، والأنواع النثرية في الأدب، والأدب الشعبي. كما أقيم على هامش الندوة معرض عن النادي الجراري ومنشوراته والرسائل والأطروحات المنجزة بإشراف من الدكتور عباس الجراري.