ندوة وطنية بمدينة تيزنيت حول موضوع:التصوف في الجنوب المغربي من خلال أعمال المختار السوسي

تحتضن مدينة تيزنيت من فاتح إلى3 يوليوز المقبل ندوة وطنية حول موضوع التصوف في الجنوب المغربي من خلال أعمال العلامة سيدي محمد المختار السوسي، وذلك في إطار الأنشطة الثقافية المنظمة ضمن فعاليات مهرجان تيميتار الدولي، الذي يشرف على تنظيمه مجلس جهة سوس ماسة درعة في الفترة ما بين2 و9 يوليوز القادم.
وأوضح بلاغ لمجموعة البحث في التراث السوسي التابعة لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير أن اختيار هذا الموضوع محورا للندوة يأتي اعتبارا لكون الجنوب المغربي يزخر بتراث صوفي غني أسهم عبر العصور في بناء المجتمع وترقية الفكر وتكوين جيل من العلماء الصالحين، الذين كانوا قدوة في الحفاظ على وحدة الوطن وإرساء هويته.
وأضاف البلاغ أنه في مقدمة هذا الجيل محمد المختار السوسي، الذي انعقدت لقاءات علمية عديدة تناولت بالدراسة والتحليل مختلف الجوانب العلمية والأدبية في فكره وشخصيته إلا أن جانب التصوف لم يحظ بما يستحق من عناية واهتمام.
وستتطرق أشغال هذه الندوة إلى محاور عدة تخص تاريخ التصوف في الجنوب المغربي وأصوله وخصائصهومراكز التصوف في الجنوب المغربي وأعلامه وأسانيد التصوف في الجنوب المغربي ومؤلفاتهودور التصوف في الجنوب المغربي في التربية والتعليم والعمل الاجتماعي والبناء الفكري وإشعاع تصوف الجنوب المغربي داخل المغرب وخارجهإضافة إلى العلامة محمد المختار السوسي نموذجا للمتصوف العالم:مظاهر تصوفه ونظرته للتصوف ورصده للتجربة الصوفية في الجنوب المغربي.
واستنادا للمصدر نفسه، فإن الهدف المتوخى من تنظيم هذه الندوة يتمثل بالخصوص في إعادة الاعتبار للثقافة الأصيلة والإسهام في ربطها بالمحيط المعاصر وذلك بتثمينها وبيان حاجة المجتمع إليها لتحقيق التنمية المتكاملة والمستدامة.
كما أكد المصدر على أهمية التراث العلمي الروحي ودراسات العلماء له كمؤلفات العلامة محمد المختار السوسي وأمثاله، والتعريف بمؤسستي الزاوية والمدرسة العتيقة، وما أسهمتا به في تكوين هوية المجتمع المغربي والحفاظ على تمسكه بقيم الوحدة والإحسان والتضامن والتسامح، وما قام به أعلام المؤسستين من جعل المغرب قبلة تشع منها هذه القيم لتنتشر ويعم خيرها الدول المجاورة وخاصة دول إفريقيا الغربية، ثم تكريم الأعلام، الذين ساهموا في بلورة الشخصية العلمية والروحية للجنوب المغربي اعترافا بجميلهم وحثا للناشئة على السير على هديهم.
وموازاة مع هذه الندوة سيتم تنظيم مجموعة من التظاهرات الثقافية والدينية المكملة تتمثل في تنظيم معرض متنوع يشمل المخطوطات والوثائق والصور الشخصية للعلامة محمد المختار السوسي، ومؤلفاته المطبوعة، والمخطوطات والدراسات والمواد الخاصة بالتصوف، ومنشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وبحوث ومنشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية (جامعة ابن زهر)، وكلية الشريعة (آيت ملول).
كما ستنظم في هذا الإطار جلسات للسماع تتضمن تلاوة الأمداح النبوية والأذكار الصوفية، والقيام بزيارة ميدانية إلى زاوية سيدي أحمد وموسى السملالي، وتنظيم المباراة القرآنية العلمية السادسة بين طلبة المدارس العتيقة التي ستجري في حفظ القرآن الكريم وتجويد قراءته، وعلوم الشريعة الإسلامية، وعلوم اللغة العربية، والإبداع الشعري.
وعلى هامش هذه الندوة سيتم تكريم الأستاذ حسن بن حليمة، العميد السابق لكلية الآداب والعلوم الإنسانية تقديرا لجهوده المثمرة في الجامعة المغربية بصفة عامة، ولخدماته الجليلة للجنوب المغربي بصفة عامة على مدى عشرين سنة من عمادته لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير.
يذكر أن هذه الندوة تنظم بمبادرة من مجلس جهة سوس ماسة درعة، وجمعية مهرجان تيميتار والمجلس البلدي لتيزنيت، وجمعية أدوز للثقافة والتنمية، ورابطة شرفاء زاوية سيدي أحمد وموسى، والمجلس الإقليمي لتيزنيت، ومجموعة البحث في التراث السوسي التابعة لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير.
و.م.ع