انتقد عميد الأدب المغربي المستشار الملكي عباس الجراري المهرجانات الغنائية التي تشوه التراث الشعبي، سواء في الحركات الخاصة بالرقصات المعروضة خلال هذه المهرجانات، أو بغيرها من الفنون الشعبية، جاء ذلك في الجلسة الختامية للندوة العلمية الأدب في الجنوب المغربي خلال القرن الرابع عشر الهجري المنظمة بتيزنيت نهاية الأسبوع الماضي، مشددا على أن القائمين على تنظيم هذه المهرجانات بعيدون كل البعد عن المجال، ويكتفون فقط برؤية الجمهور وهو يرقص على نغمات الموسيقى، مؤكدا على أننا في حاجة ماسة إلى أن يصبح التراث الشعبي المنبعث من أصالة المغاربة مادة علمية تدرس بالشعبة الفنية في المدارس والمعاهد العليا والجامعات، كما دعا المعاهد الموسيقية إلى اعتماد خبراء في هذا المجال، معتبرا أن المهرجان ليس فقط وسيلة للترفيه بقدر ما هي وسيلة لتثقيف الذوق الشعبي، وترسيخ العقلية الوطنية. وارتباط بالموضوع ذاته، أكد الباحث المهدي السعيدي في اتصال لالتجديد أنه منذ الاستقلال إلى الآن، أنجز بالجامعة المغربية ما يقرب من عشرة آلاف بحث في مختلف العلوم الإنسانية، مضيفا أن هذه الرسائل لو طبع منها لكل واحدة 1000 نسخة ستقدر التكلفة ب15 مليار وهي أقل من القيمة التي تنفق على المهرجانات سنويا بالمغرب. يذكر أن الندوة المنظمة من قبل فريق البحث في التراث السوسي التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير بتنسيق مع المجلس البلدي لتيزنيت، والمجلس القروي لأحد الركادة بأولاد جرار التي ينحذر منها العلامة عباس الجراري، تضمنت العديد من الجلسات كانت أولاها تكريمية في حق العلامة الجراري، حيث قدم المشاركون شهادات في حق عميد الأدب المغربي والحديث عن سيرته وإسهاماته في دراسة أدب الجنوب المغربي، وتم التطرق للأسرة الجرارية من حيث أصولها وأعلامها، كما تطرقت الجلسات الأخرى إلى محور الدراسات الجامعية والشعر العربي الفصيح من خلال عروض حول الشعر العربي بسوس والشعر العربي في الصحراء، ومحور الأدب الشعبي الذي ركز على الشعر الأمازيغي السوسي والأدب الحساني وبعض مظاهر التنوع الثقافي بورزازات.