نظم ،أخيرا بمدينة آسفي، حفل تكريمي احتفاء بعميد الأدب المغربي الأستاذ عباس الجراري، مستشار جلالة الملك، وذلك اعترافا بإسهاماته القيمة في خدمة التراث الفني الوطني خاصة فن الملحون. وتخللت هذا الحفل، الذي نظمته جمعيتا «الحاج محمد بن علي المسفيوي لطرب الملحون» و»جمعية الشباب للموسيقى بأسفي» في إطار إحيائهما لذكرى المولد النبوي الشريف، أمداح نبوية مشرقية ومغربية وقصائد في فن الملحون برعت في أدائها عزفا وإنشادا نخبة من المواهب الفنية المحلية. وشكل الأداء الرائع والمتمكن للطفلات والفتيات المنتميات لجمعية الحاج محمد بنعلي المسفيوي لفن الملحون لحظة رفيعة في هذا الحفل ولاقت استحسان الحضور والمولعين بهذا الفن الأصيل والذين قدموا من عدة مدن مغربية. وفي كلمة خلال حفل التكريم، الذي سلمت فيه هدايا وتذكارات للمحتفى به، أكد ألأستاذ إسماعيل العلوي السلسولي «رئيس جمعية الحاج محمد بنعلي السلسولي» أن تكريم الأستاذ الجراري هو وقفة عرفان وتقدير لإحدى المنارات الكبرى للثقافة المغربية التي أسهمت بجهود سخية وبتفان ونكران ذات في التعريف بعمق وأصالة فن الملحون في كل جوانبه. وقال السلسولي إن المحتفى به «يعد مثالا للإخلاص والتفاني في خدمة الوطن وسراجا منيرا في كل منتديات الفكر والثقافة والإبداع». ومن جهته، عبر الأستاذ الجراري عن اعتزازه الكبير بتكريمه في مدينة آسفي «المجاهدة والعريقة» وفي حفل يقام في سياق الاحتفال بالمولد النبوي الشريف. وأعرب الأستاذ الجراري عن إعجابه بالأداء المتميز لبراعم الجمعيتين المنظمتين للحفل قصائد الملحون وتشربها لأصول هذا الفن، مشيرا إلى أن «فن الملحون كان مزدهرا في الماضي على يد أشياخ كبار (...) واليوم فإن هذه البراعم هي مستقبل الملحون فهي تقدمه بطريقة تزيد الناس تشويقا إليه .. إن الملحون بخير وبخير كبير». وأكد الأستاذ الجراري أن الفضل في ذلك يعود إلى «الأشياخ والأساتذة الذين يبذلون الجهود تلو الجهود لتربية الشباب والأطفال تربية فنية موسيقية أصيلة». يذكر أن مدينة آسفي كانت قد خصت عميد الأدب المغربي بتكريم مماثل شهر دجنبر الماضي على هامش ندوة علمية في «موضوع الصحراء المغربية العلاقات البشرية والقانونية والثقافية» وذلك تقديرا لإسهامه في التعريف بالثقافة الصحراوية ورجالاتها ودراساته التي تناولت الثقافة والتراث الشعبي والأدب العربي الإسلامي والأندلسي. وللأستاذ الجراري، المزداد بمدينة الرباط سنة 1937، مؤلفات وبحوث عديدة تتناول التراث العربي والفكر الإسلامي وقضايا ثقافية مختلفة، منها على الخصوص «الحرية والأدب»، و»الثقافة في معركة التغيير»، و»موشحات مغربية»، و»ثقافة الصحراء».