التقيت صباح هذا اليوم مجددا بصديقي عند عتبة حانوت الحفاف، وبينما نحن نتجاذب اطراف الحديث، لم تكد تنطلق عبارة “لوقت مصهدة” من فمي حتى علت الابتسامة شفتيه ورد: ربما كلمة صهد هي الأخرى فصيحة ونحن لا نعلم، فخلال مساري الدراسي لم يسبق لاي استاذ من اساتذة الفيزياء او الجغرافيا ان استعملها او تفوه بها. قلت له: اخي الكريم، سعيد جدا بهذا النقاش لان الكلمة استعملها الاولون كما وظفها المحدثون. فالاستاذ فاروق شوشة رحمه الله صاحب البرنامج الاذاعي الشهير لغتنا الجميلة علق على قصيدة اقوال اليمامة للشاعر امل دنقل المتوفي يوم 21 ماي 1983، متاثرا وواصفا الاجواء داخل القصيدة: من اين يهب علينا هذا الصهد اللافح، يشوي الجلود ويحرك السكون الهامد فينا ويقذف بنا في اتون التلقي. اما ابن منظور فقد اورد في لسان العرب ان الصهيد هو شدة الحر وهو السراب الذي نسميه في لغتنا الجرارية ” حمار القايلة”. ضحك صديقي حتى اغرورقت عيناه بالدموع واضاف: لماذا تسمون الحلاق حفافا؟ لم يكد ينه السؤال حتى اسمعته كلام ابي الطيب المتنبي: اغاية الدين عندكم ان تحفوا شواربكم يا امة ضحكت من جهلها الأمم وقبل ان اتقدم نحو كرسي الحفاف بعد ان وصل دوري قلت لصديقي ربما يطول الحديث بنا في هذا المجال فتصيبني هستيريا حب اللغة الجرارية واخاف ان اقنعك بان ا”لكرملين” و”اوكي” هما كذلك عربيتان فصيحتان. خليني زا رمضان مبارك كريم.