سد يوسف بن تاشفين موقع سياحي يحتاج إلى تأهيل تقع جماعة أربعاء رسموكة في الشمال الشرقي لإقليم تيزنيت، على بعد حوالي 22 كلم من مدينة تيزنيت حيث تتميز هذه الجماعة بمؤهلات سياحية مهمة ومتنوعة ( تواجد سد يوسف بن تاشفين- واد تلعنت – واحات، كتبان رملية- جبال، مغارات ، قلاع… ) . و يشكل سد يوسف بن تاشفين الواقع على واد ماسة ، أهم هذه الموتقع السياحية ،التي تتميز بوجود أشجار وارفة الظلال وخضرة شبه دائمة ومياه باردة صيفا ودافئة شتاء. و معلوم أنه شُرع في استغلال هذه المنشأة الحيوية بالمنطقة بعد ثلاثة سنوات من تدشينها سنة 1972 ، لتضطلع في دور هام في تأمين مياه الشرب لإقليمي تيزنيت و سيدي إفني و السقي لبعض مناطق شتوكة ، إلا أنه سياحيا يفتقر إلى أبسط المقومات التي ستمكن و تؤهله من النهوض بالقطاع السياحي بالمنطقة . تالعينت ، بوتبوقالت … مؤهلات سياحية واعدة كذلك لم تستثمر بالشكل الأمثل وحديثنا عن سد يوسف بن تاشفين يقودنا للإشارة إلى بعض المناطق السياحة التي يغذيها و تغذيه بمياه تغري زرقتها الناظر اليها وتستميله اكثر بخريرها في موسيقى يتناغم فيها الانسان مع أصله الطبيعي وهذه المناطق تدخل ضمن المواقع الطبيعية الجذابة بالمنطقة ، والكلام هنا عن منطقة « تالعينت » و ضواحيها و عين "بوتبوقالت" ومجراه إلى غاية السد ، على اعتبار أن هذه المناطق ، يكسو جنباتها غطاء نباتي غني وأشجار في لوحة فنية تغري المولعين بالسباحة والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة التي تضفيها. استقطب السد لمئات الزوار في فصل الربيع ويستقطب محيط سد يوسف بن تاشفين عددا كبيرا من الزوار خلال فصل الربيع ، حيث يعد من الوجهات السياحية المهمة، التي يقصدها عدد من الأسر بالإقليم و خارجه وكذلك تستهوي العديد من السياح الأجانب. ويشهد سد يوسف بن تاشفين في فصل الربيع حركة نشيطة يترجمها توافد المئات من المواطنين و السياح في رحلات جماعية منظمة ورحلات عائلية وفردية، وينتشرون بالفضاءات المحيط بالسد لقضاء يوم جميل بين أحضان الطبيعة. ويفتح المجال بذلك للفرجة في جو يطبعه على نغمات فرجات القرب التي تنظمها العديد من الفرق الموسيقية التي تتوافد على الفضاء في هذا الوقت من السنة ، في محاولة منها لإنعاش الأجواء الربيعة بهذا الفضاء المتميز ، بحيث يجد عشاق الحيوية والطبيعة الخلابة في هذا الاحتضان التلقائي منبعا للشعور بالراحة والفرجة. وتعد فضاءات السد للزائرين ملاذا للعديد من العائلات من أجل الراحة والهدوء والهروب من صخب المدينة، وباعتبارها قطب من أقطاب السياحة القروية على الرغم من أنها تفتقر للمرافق الضرورية للإستقبال . و يعرف مدخل فضاءات محيط هذه العلمة ، في فترات الدروة خلال فصل الربيع ، تشكيل طوابير طويلة من السيارات من تملأ كل الجنبات ، بحيث في كل مرة تتوقف حركة السير ساعات طويلة. الزوار في محنة دائمة مع الطريق المزرية المؤدية للسد بالسير في اتجاه هذه المعلمة انطلاقا من مدينة تيزنيت عبر الطريق الوطنية رقم 1 في اتجاه مدينة أكادير ، وما أن ينعرج الزوار نحو الطريق الإقليمية 1007 يتفاجئ الزوار برداءة هذا المسلك الذي تآكلت جوانبه وعدم فاعلية وجدوى بعض الترقيعات التي عرفها في السنوات الماضية . وطالب فاعلون جمعويين في تصريحاتهم لتيزبريس ، بضرورة الإسراع بإصلاح هذه الطريق الرئيسية في أفق أن تساهم في انعاش حركة السياحة الداخلية لفضاءات السد . استثمارات سياحية تتحدى الظروف الصعبة و على اعتبار المؤهلات السياحية التي تحدثنا عنها سابقا ، فالمنطقة تتوفر على ثلاثة مشاريع سياحية ب « تالعينت » البعيدة عن فضاء هذه المعلمة السياحية على شكل مآوي قروية أحدثها مستثمرون لتشجيع السياحة التضامنية الجبلية. إلا أن هذه المشاريع السياحية تعاني مشاكل عديدة جعلت البعض منها يستسلم أمام غياب تشجيع الفاعل السياحي و أمام الظروف الصعبة .. القطاع الخاص و المصالح العمومية ذات الصلة بالسياحة القروية في قفص الإتهام لكن يبدو موقع السد ومحيطهه سياحيا ، مغبونا لإعتبارات عديدة ، يكاد يكون مجهولا لدى العديد من المسؤولين المعنيين بالسياحة ، فمؤهلاته السياحية الواعدة عوض أن تستثمر في السياحة الداخلية نجدها لم تنل الإهتمام اللازم من المجالس الجماعية المتعاقبة محليا و اقليميا و من المصالح العمومية ذات الصلة بالسياحة القروية ومهني القطاع وفعاليات القطاع الخاص ، فالكل يتحمل المسؤولية ، يقول أحد الفاعلين الجمعويين برسموكة ، في عدم ايلاء هذه المناطق الجدابة الطبيعية ما تستحقه من اهتمام لخلق نشاط سياحي واقتصادي يوفر فرص الشغل لشباب المنطقة . ونظرا لهذا الموقع الاستراتيجي الهام في منحدر جبلي وكثرة مياهه العذبة المنبثقة من الينابيع ، إلا أن العديد من السياح والقاطنين في المنطقة يشتكون من عدم الإهتمام بهذا الموقع من أجل توفير على الأقل بعض ضروريات السياحة كأماكن وضع النفايات والمراحيض وغيرها.. إستراتيجية المجلس الجماعي واعتبارا لما تزخر به جماعة أربعاء رسموكة من معطيات طبيعة كسد يوسف ابن تاشفين و وادي ماسة والمنتوجات الفلاحية مما سوف يشجع على السياحة الطبيعية ، أوضح أحد أعضاء المجلس الجماعي لتيزبريس ، أن الجماعة بجميع مكوناتها تمد يدها لجميع الفاعلين الإقتصادين في هذا الحقل من أجل المبادرة لإنجاز مشاريع استثمارية في القطاع السياحي على صعيد تراب نفوذ الجماعة . وأضاف ذات المتحدث أن مجلس الولاية السابقة سبق له أن تقدم بمشروع استحداث مستوقف للسيارات بعقار متواجد بمحيط السد إلا أن المندوبية الإقليمية للمياه و الغابات وقتئد ردت على طلب الجماعة بكون أحد المستثمرين سبق الجماعة في وضع طلب لإستغلال تلك الأرض من أجل انجار أجنحة سياحية خاصة «بانكالو»، لكن يضيف المتحدث أنه لحدود الساعة لا أثر لذلك المشروع على أرض الواقع . جمعويون يطالبون بالتأهيل شدد مجموعة من الفاعلين الجمعويين من أبناء جماعة رسموكة ، في تصريح لتيزبريس ،على مطالبتهم بضرورة أن يقوم المجلس الجماعي بأخذ مبادرة التأهيل ولو بالشيء اليسير، دون انتظار القطاع الخاص ، من أجل توفير ضروريات استقبال الزوار بمختلف فضاءات محيط السد ، وأضاف المتحدثون ، أن على المجلس المبادرة أيضا لتشجيع الابداع و الابتكار في المجال السياحي . المجلس الإقليمي يبادر ..لكن ماذا بعد ! في أواخر من شهر أبريل من سنة 2016 ، بادر المجلس الإقليمي لتيزنيت لتنظيم ورشة تشاورية حول موضوع استشراف افاق وفرص الاستثمار بالقطاع السياحي بمنطقة رسموكة ، حيث عرفت مشاركة العديد من المصالح العمومية ذات الصلة بالسياحة القروية ، وتكلل هذا اللقاء ، المنظم بمقر جماعة رسموكة ، بإصدار 9 توصيات من بينها توصية " إعداد دفتر للتحملات يحدد شروط استغلال الاراضي بمحيط السد والوادي كآلية تأطيرية للتدخلات في افق ضبط الامر بواسطة وثائق التعمير" ، وتم على اثر ذلك خلق اليات للتتبع و المواكبة ، و لكن إلى حدود اليوم ماتزال فضاءات السد تنتظر التأهيل لأبسط الضروريات .