لعل جل الدراسات التاريخية التي صورت شخصية نابليون بونابرت ،صورتها بدون إنسانية كاملة ووصلت حد نعته " بنصف إله " وحدها القليل من الكتابات التي تناولت غرميات الإمبراطور ويومياته بصحبة نساء من شتى الطبقات الإجتماعية ،فهل كان نابليون زير نساء ؟ وأيهما كانت أهم بالنسبة له مباهج اللذة أم إدارة الإمبراطورية وقيادة الحروب ؟ وهل كانت دائما أيادي الإمبراطور في جيوب سترته ؟ في سنة 1895 حوالي الساعة الرابعة من بعد الظهر وصل دركيان على حصانهما من باريس واحتلا مدخل " كرواسي سيرسان " كانت مهمتهما الرسمية حماية " باراس " الذي قرر القيام بزيارة غرامية إلى مدام " بو هارنيه " . في الساعة الخامسة انطلقت من " الشانيلزيه " عربة كبيرة مليئة بالمنعشات وسلال الخمر والشمبانيا وتوقفت أمام بيت مدام " دي بوهارنيه " ، لم يكن من اللائق في ضوء التقشف التي فرضته قيادة الثورة الفرنسية أن يعلم الشعب الفرنسي ان سادة البلاد الجدد لا يطبقون على أنفسهم ما فرضوه على الشعب . قبل الجلسة كانت الحسناء " ماري روز " استعارت أقداحا من جارها السيد " باسكيان " وبعد السادسة وصلت مدام " تالبان " و" هاملين " وبرفقتهما شابين وسيمين مهمتهما قضاء حاجتهما من اللذة عند اللزوم ، أما " باراس " فقد وصل في السابعة إلا ربع . إحتضنته النسوة الثلاث بحنان زائد ثم جلس الجميع للحديث وتناول الطعام بعد ذلك قامت مدام " تالبان " بحركة مثيرة إذ بللت طرف نهديها من كأس "بارس " .إنتهى اللقاء بمطارحة النسوة الغرام على السجادة. في السابعة عاد الدركيان وقد انقلبوا من حماة الثورة إلى حماة للرذيلة والفجور !!!. وصل "باراس " إلى باريس كانت بانتظاره أنباء خطيرة مفادها أن الملكيين قد حشدوا أزيد من 40.000 رجل وهم على استعداد لمهاجمة " التويلري " فلم يكن من حل أمام "باراس " إلا استدعاء " نابليون " الذي كان يفاوض الملكيين سرا بعد أن لقي كل التجاهل من الجمهوريين غير أن مفاوضات " نابليون " انتهت بعد أن تذكر لقاءه مع عاملة المسرح " سيزان " بدون نتيجة تذكر اللهم اتفاقه مع الملكيين على عقد جولة جديدة من المفاوضات في الليل . التقى نابليون معشوقته في المسرح على إيقاع هذه الكلمات : خسارة جميلتي ...قبيل النهار أحيا بحبها ...وأموت في حبها قبل نهاية الفصل الأول جاس أحد أصدقاء نابليون بجانبه أخبره على عجل أن الجمهوريين في رعب شديد وأنه سيعينوه على الأرجح نائبا لقائد الأمن الداخلي فأدرك نابليون أهمية المنصب وفضله على عرض الملكيين ووضع فورا خطة لسحق المتمردين . في الخامسة مساءا وجد الملكيون أنفسهم أمام من كانوا يفاوضونه عشية أمس . قُضي على الملكيين وفروا تاركين أزيد من 500 قتيل بعد أن اضحى نابليون بطلا في عيون الكثيرين فانهمرت عليه الدعوات وأقمت له الإحتفالات وعين رئيسا عاما للأمن الداخلي وفي غمرة نشوة الإنتصار تعرف نابليون على مدام " بوهارنيه " التي أرسلت له رسالة شوق وعتاب تقول فيها : " لم تعد لزيارة صديقة تحبك ، لقد تخليت عنها تماما إنك على خطأ جسيم إذ أن تعلقها بك ليس له حدود ، تعال غدا لتناول فطورك معي فإني بحاجة لرؤيتك وللحديث معك فيما هو مفيد لك ، أسعدت مساءا ياصديقي .أعانقك بشوق " أرملة بو هارنيه . في ذات المساء عاد إلى قصر " الشانليزيه " خيث تسكن فاحتجزته على العشاء وبعد تناول الحلوى قادته لغرفتها للممارسة الحب . [email protected] http://9isa.maktoobblog.com